للحزن يومٌ
للحزنِ يومٌ و للأفراحِ أيامُ
فاعملْ ليومكَ ما الأحمالُ أنعامُ
من كلّ حلمٍ وممّا فيه أمنيةٌ
تشدو لسعدٍ من الإنشادِ أنغامُ
إنّ الحياةَ التي نحياها زائلةٌ
مثل الهواءِ الذي تعدوه أنسامُ!
لا تأتي غمّاً فإنّ الغمَّ مهلكةٌ
فيها الفصائلُ من بلوى وأقسام.ُ
كم ماتَ جمعٌ ومجموعٌ وقافلةٌ
كم مات خلقٌ وأجنادٌ به ضاموا!
فالغمّ داءٌ متى أغفلتَ نشأته
فيه البلاءُ الذي سُقْمٌ وإجرامُ
والهمُّ فيه من الأعباء متّسعٌ
من كلّ قهرٍ فلا تغريكَ أوهامُ!
خطّطْ ليومٍ ترى الأفراحَ تنعشكَ
من كلّ صوبٍ بها سعْدٌ وأحلامُ.
للحزنِ يومٌ وهذا اليومُ يأسركَ
فاصرفْ أذاه الذي دنياه أسقامُ.
إنْ عشتَ غمّاً على همّ ومُحْزنةٍ
فالعمرُ يُقضى وكم من ثلّةٍ لاموا!
العمرُ يمضي ولكنْ حيثُ سرعتهُ
نحو انتهاءٍ فلا يحتاجُ إعلامُ!
في الغمّ نشرٌ لإحباط يحطّمك
والنّفسُ تشقى وما يشقيها أورامُ!
واليأسُ يسعى إلى الأعماق في ترفٍ
بالشكّ حيناً وإنّ الشكّ هدّامُ
كالسّوس يجري إلى الأوصال يقتلها
فيه الهوانُ الذي كالنار إضرامُ.
فاخترْ عزيزي من الأدوار منتبهاً
ما فيه يرقى عن الإذلالِ ضرغامُ!
ناديتُ باسمك و الأصداءُ هادرةٌ
هذي الحقيقةُ لن يُحنى لها الهامُ
إنّ الهناء الذي أهواك تعشقه
فيه السلامُ الذي شهمٌ وصدّامُ
إنْ أنت تلقى سهام الحزن بارزةً
فاعدلْ, تنحّى فلا تكويكَ أزكامُ
غرّد شجيّاً كعصفور الهوى طرباً
من كلّ عذبٍ هي الأنغامُ إكرامُ
هدهدْ بشوقٍ إلى الأفراح ترسله
يأتي انفراج الهوى تحدوه أقلامُ
فالحزنُ موتٌ وإكراهٌ ومظلمةٌ
والفرْحُ نورٌ وإسعادٌ وإتمامُ.
نقّل فؤادك حرّاً حين ترسلهُ
ما بين حزنٍ يكونُ الفصلَ إحجامُ
أو بين فرْح تراه مَنْعةً عظُمتْ
فيها الرجاءُ الذي يأتيه إقدامٌ!