بلادي!
عاد كثيرٌ من المهاجرين, من زيارتهم لبلادي
و رووا ما لا يمكن أن يصدقه عقل
,كنا رأينا, و سمعنا الكثير
لكنَ الداء ازداد استفحالاً,
بدلاً من أن يتم القضاء عليه!!!؟؟
بحثتُ عن بلادي، في البلادِ
فلمْ ألقَ بلادي، بالبلادِ!
بلادي أصبحتْ سجناً كبيراً،
و صارتْ تحتَ أكوامِ الرّمادِ.
بلادي، شعبُها الحرُّ الأبيُّ،
تلاشى حلمُهُ عندَ السُّهادِ
و أمسى همُّهُ، ألاّ يموتَ
بذلٍّ، ليس يأتي مِنْ أعادي.
سيحني رأسَهُ، قهراً و غصباً
و ينعى عيشَهُ، عيشَ السّوادِ.
لسانٌ لم يعُدْ، يقوى كلاماً
و عينٌ لا ترى غيرَ الفسادِ
رغيفُ الخبزِ معجونٌ بخوفٍ،
و كوبُ الماءِ، مِنْ دمعِ الفؤادِ.
تخافُ الناسُ مِنْ بعضٍ، و تدري
بأنَّ الأمنَ يسعى للجهادِ
لكي يقضي على مَنْ لا يقولُ:
نعمْ،يا سيّدي، خيرَ العبادِ!!
رجالُ الأمنِ في كلِّ البلادِ،
سيوفُ القهرِ، جلاّدو عبادِ.
و إنْ غامرتَ يوماً، كي تزورَ
بلادي، سوفَ تشقى بارتعادِ.
مطاراتٌ خلاياها لصوصٌ
و أجنادٌ لأربابِ الفسادِ
فإمّا أن تصبَّ المالَ نهراً
رشاوى، "مَكْرُماتٍ" مِنْ أيادي
و إمّا تهمةٌ، تكفيك سجناً
و آلاماً على جَمرِ اتّقادِ
رجالُ الأمنِ في كلِّ النواحي
تراموا، مثلَ أسرابِ الجرادِ.
و إنْ قُوبِلتَ منهم باحترامٍ
فأنتَ سلعةٌ عندَ المزادِ.
فهل تبقى بلادٌ مثلُ هذي،
جمالَ الحلمِ، أو مهوى الفؤادِ؟