عواصفُ العواطف
عِشْ في حياتِكَ ثابتاً و مناضلا,
و لأجلِ مبدئكَ الصّحيحِ مُقاتلا
فإذا المذلّةُ أسكرتْكَ كؤوسُها,
و حنيتَ رأسَكَ خائفاً متوسّلا
سترى المصائبَ لا تكفُّ حماقةَ,
و ترى النوائبَ قد أتتكَ جحافلَ
و مِنَ المؤكّدِ أنّ حقَّكَ ضائعٌ
تَردُ المشاربَ و المواردَ نافلَا.
فلِذا التصرّفُ قد أقرّهُ فهمُكَ,
فَعِشِ المواقفَ و المصاعبَ عاقلا.
صَلَفُ المشاعرِ, إنْ تملّكهُ الهوى
حِمماً تُفَجِّرُ طائشاً و مماثلا
فمصيرُ حقِّكَ قد يبدّدُهُ الهوى,
لتظلَّ تخضع للمهانةِ غافِلا.
خلقَ الإلهُ عقولَنا, لتقودَنا,
و تنيرَ دربَنا كي نواكبَ آمِلا
تَثِبُ الشّعوبُ متى تحرّرَ عقلُها
لتحقّقَ الأملَ المُرادَ مؤمّلا
و متى تمَلّكها الجموحُ, فإنّها
ستظلُّ, تخسرُ موقفاً و معاقلَ.
حِكَمُ الشّعوبِ تمثّلتْ بشواهدَ
تركتْ نتائجَ كي تظلَّ مشاعِلَ.
فَلِمَ العواطفُ كالعواصفِ عصفُها,
لتصبَّ مِنْ ألمِ البلادةِ وابِلا؟
فلنا مبادئُنا, و يَلزمُ صَونُها,
و علينا أنْ نَهِبَ النضالَ قوافلَ
بتعقّلٍ يَزِنُ المواقفَ واعياً,
و تصرُّفٍ حَسَنٍ, يُوَفِّرُ طائلا.