ليالي الذَّوب
ليالي الذَّوبِ في عينيكَ ولّتْ
و ما عادتْ توافيني السّرورَ
قطعتَ دابرَ الأشواقِ عشتَ
سرابَ الوهمِ يجتاحُ الغرورَ
كأنّا ما التقينا الحبَّ يوماً
و لم يلقِ بقلبينا أسيرا
و لا أدري جوابٌ هذا منك؟
أم استهويتَ إبحاراً قصيرا؟
حلمتُ أنْ أمنّي التفسَ منكَ
و أبني من هوى عشقي قصورا
و أُعلي من لواءِ الحبّ صدقاً
كبيراً ناشطاً يأتي غزيرا
و لكنْ ما أتاني اليومَ منكَ
و مِنْ بلواكَ قد كان العسيرَ
جنحتَ صوبَ هجرٍ دونَ عذرٍ
فعشتُ عالماً أمسى بحورا
أمِلْتُ من هوى خدّيكَ عطراً
و مِنْ عينيكَ إشراقاً و نورا
و مِنْ ألطافِ روحٍكَ بعضَ فيضٍ
و مِنْ أنفاسكَ الوردَ العبيرَ.
هزمتَ كلّ أحلامي فضاعتْ
و أمسيتُ على هجرٍ ضريرا
أعاني ظلمةَ الأحزانِ ليلاً
حبيساً قاهراً منّي شعورا
بذلتُ كلّ جهدٍ لم تفدني
جهودٌ قد تحمّلتُ الكبيرَ
و من فنّ الجفاءِ درستَ علماً
ضليعاً أثمرَ المسعى الخطيرَ
ليالي الحبّ ولاّها ابتكارٌ
من الآهاتِ أذّاني كثيرا
و لم أجنِ مع الأيّامِ منكَ
سوى ما كان - يا هذا- القشورَ!