التزمّتُ الفكريّ
قد بِعتَ ما مِنْ مُشتري
يا أيُّهذا المُفتري
فالقولُ في أحشائهِ
جهلُ المُضِلِّ الأعسرِ
و الفعلُ باستكبارِهِ
ماضٍ و لم يستغْفِرِ
أنتَ ابتدعتَ المُنتهى
لم ترقَ بالمُستَنفِرِ
وجهاً جميلاً مُبهِراً
أو مُستَحَبَّ الجوهرِ
أجريتَ نهراً خامِلاً
ليسَ انسجامُ الكوثرِ
أو حتّى في ألفاظِهِ
مِنْ أيّ معنىً مُسكِرِ
فالمعنى في وادٍ نأى
خُبثاً بهذا المَظهَرِ
إفهَمْ عزيزي ما أنا
ساعٍ لهُ كي تَحذَرِ
لا يجدي أسلوبٌ أتى
مجرى السلوكِ الأزعرِ
جئني دليلاً, حُجّةً
في نَهجِ شخصٍ شاطرِ
لا في هروبٍ فاضحٍ
و النقصُ عندَ المُدْبِرِ
إنْ كنتَ في عَجزٍ فلا
تسعى كلّيثٍ قَسْوَرِ
إنّي بما في جعبتي
مِنْ منطقٍ قد تَخْسَرِ.
إنْ شئتَ طيباً إنّني
يا صاحبي كالسكّرِ
أو رُمتَ فَهماً مُدركاً
روحَاً تجلّى فاعبُرِ
هذا المحيطَ المنتمي
مِنْ عالمي في أبحرِ
لانَ اتّزاني آسِراً
مِنْ بَوحِ فكرٍ شاعرِ
أعرضتَ عمّا بانَ مِنْ
هذا الصفاءِ المُبهِرِ
و اخترتَ ما في غيمةٍ
عجفاءَ ليستْ تُمْطِرِ.