عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-01-2007, 08:51 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي رمادُ الأحلام! شعر: فؤاد زاديكه

رمادُ الأحلام!


صار سريري أشواكاً تؤلمني
أصبحتْ وسادتي طوقاً يخنقني.
ذبلتْ ورودُ المحبّة التي
كانت تسعدني
فَتُرَ دفءُ الحبّ
الذي كان يغمرني!
صار للشّمس لونٌ باهتٌ
وللحياة طعمٌ مرٌّ!
حاولتُ أن أتحسّس
أسبابَ قلقي..
وأعي مبرراتِ
هذا التحوّل الخطير
فزادتْ ضبابيةُ الأمور
أمامَ عينيّ
و انشطرتِ الأشياءُ
إلى غير ما كان يجبُ أن
تصيرَ إليه.
تلبّدتْ سماءُ أحلامي
أمطرتْ خوفاً و ترقّباً و حذراً
من عاصفٍ مقبلٍ
قد يجرفُ في طريقه كلّ شيء!
تاهتْ سفينةُ حياتي
وسطَ أمواجٍ متلاطمةٍ
من الحيرةِ و القلق و الخوف.
لم أقدرْ على لجمِ عنفوانها
لم أدركْ قرارها
لم أفلحْ في تجاوز عقباتها
لم تعد لديّ القدرةُ
على المقاومة والصّمود!
يئستُ من الاستمرار
في خداع ذاتي
فشئتُ أختارُ طريقاً آخرَ
عساه يوصلني إلى نهاية المطاف
ينقلني إلى الشاطئ الآخر
من وجه الكون!
لا أعلم هل سأفلح في ذلك أم لا؟
لونُ الحقائق صار أصفر
وجهُ الأمل غدا كالحاً
روائحُ العطور باتتْ مفزعةً!
كيف المضيّ في هذا العالم المجهول؟
ما هي السّبلُ الناجعةُ
لتجاوز كلّ هذه الأزمة؟
سواءً بحتُ بها أم لم أبحْ
سواءً كشفتُ القناعَ عن وجهها
أم لم أكشفْ
فإنّ هذا لن يغيّر شيئا
من واقع كونها أمراً واقعاً!
إنّها إحساسٌ عنيفٌ
يهزّ واقعي
إنّها شعورٌ غريبٌ
يدفعني إلى حافّة اليأس!
على مَنْ ألقي بأسباب فشلي؟
لمَنْ سأوجّه التهمةَ
في إخفاقي
في اجتياز هذا الامتحان؟
لا أرى سوى نفسي!
ألومها
أعنّفها
أعاقبها
لأنّها أخطأت
في اختيارها!
تضحكُ نفسي على نفسها
أمام الآخرين
لكي تقنعهم
بما ليس من واقعها في شيء!
أسخرُ من كلّ جهودي
وأنا أخلدُ إلى سريري
في المساء لأرتاحَ
من عناء النهار
فلا تكونُ راحة في الليل
بل المزيد من العناء
والقلق والخوف والأرق
والشعور بالذنب
في التجنّي على الذّات!
هل يُعقلُ أن تستمرّ
دوّامةُ هذا الضّياع
إلى ما لا نهاية؟
هل يجوز أن أستسلم
لإرادة القدر
كي ترمّم الشّرخ
الحاصل في واقع حياتي؟
ثمّ والأهمّ من الاثنين معاً
هل سيكون القرارُ المتّخذُ صائباً
بعد كلّ هذه الإخفاقات
و هذه الإنكسارات
وجميع تلك النّكسات
وخيبات الأمل
والفشل المتواصل؟
لا.. فقد أزيد
على ضبابيّة واقعي
ضبابيّةً أخرى أكثر قتامةً
وأقسى ظلمةً وضياعاً!
عليّ أن أتخلّص من وهمي
أنْ أعيَ مستقبلي
أن أصيرَ جريئاً ولو لمرّة واحدة!
الحياةُ موقفٌ
فلمَ أتردّد في اتّخاذ القرار؟
تصيرُ الحياةُ جحيماً
عندما تموتُ القناعة
عندما تختنقُ الأماني
عندما تذوي الأحلام
وتتحوّل إلى رماد!
تصيرُ الحياةُ كابوساً فظيعاً
عندما يستمرّ الإنسانُ
في طريق يعلم أنّه
لا يقودُ إلى نتيجة مرضية!
تصبح الحياةُ وهماً
عندما تغادرُ
طيورُ المحبّة أعشاشها
لتهجرها
بعيداً ... بعيداً ... بعيداً!
إلى حيثُ لا أمل
لا رجاء
لا فرح!


__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-01-2007 الساعة 09:22 PM
رد مع اقتباس