من مخطوطي (أغانٍ آزخيّة) نتابع نشر المزيد من مضمونه راجيًا أن ينال إعجابكم و تسعدون لتمضية لحظات ممتعة مع لهجتنا الأزخينيّة الفريدة و الجميلة.
چِرْقِزْ مِرْقِزْ
چِرْقِزْ مِرْقِزْ ... قُومْ تِنِرْقِسْ
كُو جا العيدْ
تِناكِلْ شوربتْ حليبْ
فِمَعالِق الحديدْ
الشّروحات
چِرْقِزْ ... مِرْقِزْ: هي حشرة متعدّدة الألوان و قد ورد شرحٌ مفصّلٌ و دقيق لشكلها و معلومات أخرى إضافيّة عنها في كتابنا (جامع الكلمات الأزخينيّة) و كنت نشرته قبل فترة قريبة. و هي حشرة شرنقيّة ربيعيّة اي تظهر في أوائل فصل الرّبيع, و لها عدّة أنواع لكن شكلها في بلدتنا ديريك يكاد يعرفه الجميع.
تِنِرْقِسْ: سوف نرقص أو سنرقص و التاء هنا و التي دخلت على الفعل المضارع هي بمعني سوف أو السين, و قد قُلِبت الصّاد سينًا بفعل عوامل القلب اللغويّة و التي إشرنا إليها في مواضع أخرى و لأكثر من مرّة.
فِمعالق الحديد: أي بواسطة معالق(ملاعق) الحديد, فمن المعروف أنّ النّاس قديمًا كانوا يأكلون بمعالق(ملاعق) من خشب, و هذا ما درج عليه الشعب في آزخ أيضًا و إلى عهدٍ قريب لحين ظهور المعالق النحاسيّة و الحديديّة و لسبب عدم معرفتهم بالملاعق الجديدة. و نلاحظ هنا أيضًا أنّ لهجة آزخ قامت بإبدال مواضع بعض الأحرف في الكلمة الواحدة و هذا ما كان شائعًا في بعض اللهجات العربيّة القديمة. نقول: مَعْلَقة بدل مِلْعَقة, و نجمعها على مَعالِق. و لا أزال اذكر أنّ أهلنا كانوا يستعملون هذا النوع من الملاعق في تناول الطعام و إلى عهد قريب, خاصّةً في القرى و الأرياف. و ممّا لا شكّ فيه أنّ صناعة الملاعق من الحديد كان تطوّرًا و حدثًا بهيجًا و مُفرِحا للمرأة في المطبخ خصوصًا و للأسرة ككلّ, فتنظيف ملعقة الحديد أيسر من تنظيف ملعقة الخشب ثمّ أنّ عمر الحديد كمادّة أقوى و أطول من عمر الخشب القابل للتلف بسرعة أو مع مرور الوقت.