أنتِ و شعري
أمتعتِ حرفي بفيضٍ منكِ جذّابِ
يا حكمةَ اللهِ في نظمٍ و إطرابِ.
أنعشتِ نفسي بما أنعمتِ منْ كرمٍ
فالشّعرُ يغرفُ من مخزونِ أطيابِ
و الموجُ يعزفُ من بحرٍ أنادمُهُ
خيرَ المشاعرِ في أنسٍ لأصحابِ.
في البحرِ سرٌّ حوى الإبداعَ يأخذني
نحو البلاغةِ في سبكٍ و إطنابِ
و المعنى يعذبُ حينَ الموجُ يلمسُهُ
في رقّةِ الوجدِ مسفوكاً بمحرابِ
و الشّعرُ يرسمُ من عينيكِ دائرةً
تستجمعُ العشقَ من ركنٍ و أسبابِ.
لا شعرَ يُبحرُ في حرفٍ متى هجرتْ
عيناكِ بَوحي, و خانتْ وحيَ إنجابِي.
فالشّعرُ يعلمُ أنَّ البحرَ شاطئُكِ
و البحرُ أقسمَ أنَّ الوحي بالبابِ
يدعوكِ سِرّاً كما يدعو علانيةً,
كي يُخلَقَ الحرفُ من نهدٍ و عِنّابِ.
السّرُّ فيك حباهُ اللهُ أرصدةً,
من روعةِ السّحرِ في لفظٍ و إعرابِ.