مجدُ السّماء
شعر/ فؤاد زاديكى
"اِحمِلْ صليبك واتبَعْني"(متى 16: 24؛ مرقس 8: 34؛ لوقا 9: 23)
مجدُ السّماءِ لكمْ. أرواحُكم صَدَحتْ ... في جنّةِ الخُلدِ يا مَنْ زِدْتُمُ الأمَلَا
جُدْتُمْ بِنَفسٍ لأجلِ الحقِّ لم يَكُنِ ... لِلْخَوفِ دربٌ ولا ما يَبْعثُ الوَجَلَا
عِشْتُمْ حياةً لأنّ الرّبَّ ألهَمَكمْ ... صَبرًا جميلًا أتاحَ الدّربَ والسُّبُلَا
إنّ الشّهيدَ قضَى مِنْ أجلِ مَبدَئِهِ ... نِعْمَ الجهادُ الذي قد جاءَ مُكْتَمِلَا
النّاسُ تُدرِكُ أنّ الشّرَّ مَوقِعُهُ ... بالنَّفسِ يُهْلِكُ إذْ يَسْتَعْجِلُ الزَّلَلَا
دِفْءُ الصَلاةِ بهِ روحٌ تُبارِكُهُ ... فيهِ التَّثَبُّتُ مِمّا يَدْحضُ الدّجلَا
كلُّ المواقفِ مَشهودٌ لِرَوعتِها ... ذكْرٌ سَيَخْلدُ دومًا يَقْطَعُ الجَدَلَا
مَجدُ الحياةِ لهُمْ يُعطَى بِهالَتِهِ ... يبقى المُداوِمُ فيهمْ ليسَ مُنْتَقِلَا
الموتُ حُكْمٌ على الإنسانِ بل قَدَرٌ ... حُكْمُ المُؤَكَّدِ لا يَسْتَوجِبُ الخَلَلَا
أنتمْ عَزاءٌ لَنا يُحْييْ ضمائرَنا ... ذُقْتُمْ هناءً وقلبُ الغَدرِ قد جَهِلَا
أنّ الحياةَ لكمْ تختالُ خالِدَةً ... هذي حقيقةُ إنجازٍ لكمْ فَعَلَا
قالَ المسيحُ لنا في دعوةٍ صَدَقَتْ: ... "اِحْمِلْ صَليْبَكَ وَاتْبَعْنِي" لكي تَصِلَا.