ولّى الشّباب
شعر/ فؤاد زاديكه
ولّى الشّبابُ فما عادتْ لهُ لُمَعُ
تشجي فؤادًا و لا ذاتٌ بها وَلَعُ
كانَ الشّبابُ هوىً في أوجِ عزّتِهِ
تجري الرّياحُ بنا أعطافُها المِتَعُ
ما كُنّا يومًا لنشكو همَّ مُوجعةٍ
و النّفسُ تسرحُ في عشقٍ لهُ طَمَعُ
هذي الحياةُ و قد أشتَتْ مواسمُها
جاءَ الخريفُ أذىً فانتابَنَا هَلَعُ
أمّا الشّتاءُ بما ساقتْ قساوتُهُ
أبلى الشّبابَ أذىً فازدادتِ الرُّقَعُ
أيّامَ كنّا مع الأفراحِ ننشدُها
لحنًا يسافرُ و العشّاقُ ما امتنعوا
اليومُ يمضي على إيقاعِ نشوتِهِ
و القلبُ يعشقُ ما عنْ عشقِهِ مَنَعوا.
ولّى الشّبابُ فلمْ يَبقَ لنا شَجنٌ
يحكي روائعَ ما صَفُّوا و ما جَمَعوا
العمرُ يمضي و في المَرمى نتائجُهُ
ضَعْفٌ يُفَتِّتُ في عزمٍ و يقتلِعُ
شِيبٌ و بعدَ شبابِ الرّوحِ وا ألَمِي!
إنّ المشاعرَ أبكى قلبَها الوجعُ
هلْ عُدْتَ أمسي و لو حينًا لِتَمْنَحَني
بعضَ التمتّعِ, أم عنْ ذاكَ تَمتَنِعُ؟