18 نيسان 2008
اليوم الثامن من كور سميرة
تكلمت اليوم بالتلفون و كنت بيت أمي فطمأنتنا عن وضعها و قالت أنها تشعر بتحسن كبير جدا و هي تسلّم على جميع أعضاء المنتدى و الدردشة و تقول إني اشتقت إليكم. كان لديها اليوم كالعادة الكثير من التدريبات و مواعيد المساجة و غيرها و قد تم فحصها من البروفيسور الآوبر آرتست أي رئيس القسم و قال لها إنها تحتاج إلى فترة أسبوع أخرى إضافية. و هي لم تبد رغبتها في قبول ذلك إلا أن البروفيسور قال لها إنه سيكون من الأفضل لك أن تقبلي إذ لن يحق لك فترة أخرى من الكور إلا بعد انقضاء مدة 4 سنوات, و قالت له إني أشتقت لبيتي فقال افهم هذا لكن وضعك الصحي أهم و أنك ستعودين في يوم ما إلى بيتك و أسرتك, قال لها بعدما لاحظ ترددها إني لا أريد منك جوابا فوريا لكن فكّري جيدا فيما قلته لك. و حين أخبرتني بذلك قلت لها وافقي فورا فهذه فرصتك الذهبية في أن تتعالجي و ترتاحي و ستعودين يوما ما إلى بيتك و عملك كالمعتاد و من المقرر أن نقوم بزيارتها وسيم و أنا نهاية هذا الأسبوع. لا يوجد قنالات عربي عندها و هي تحضر الألماني فقط و قد ضاق خلقها قليلا من هذه الناحية.
كانت البارحة قد سألتني على التلفون سؤالا عاديا بريئا هل اشتقت إلي؟ لقد أثّر سؤالها في كثيرا و سالت دموعي لأنها فترة ستكون غير قصيرة و كان أن نظمت من وحي سؤالها هذا اليوم هذه القصيدة:
سألتِ
بعد تلفون سميرة البارحة و هي في "الكور1"
سألتِ عندما تَلْفَنْتِ قلتِ:
تعاني الشوقَ أو وقعَ الهُيامِ؟
و يدري القلبُ منكِ كم أعاني
منَ الآلامِ في نارِ الغرامِ!
بكيتُ إلاّ أنّ الدمعَ جفَّ
فحزني حرُّهُ مثلُ الضرامِ
و خفتُ أن تَرّي آثارَ حزني
فيأتي هاتفٌ فضحَ المُرامِ
و شئتُ الخوفَ في غير اشتياقي
و قلتُ الخيرُ في صمت الكلامِ.
هواكِ اليومَ أقوى صدّقيني
و طولُ البعدِ لم يثنِ غرامِي
عزائي أنّك في (الكُورِ) أنتِ
على حُسنِ انتباهٍ و اهتمامِ.
عسى الأيّامُ تمضي في هدوءٍ
و يأتي السّعدُ في مَنِّ السّلامِ.
أعاني أيْ حبيبي ليس عيبٌ
و لكنْ لا انهيارٌ في مقامِي
سأبقى واثقاً منكِ و منّي
بأنّ الحبَّ يجري في مسامِي
و أنّ الروحَ منّي كلّ يومٍ
تزورُ (الكورَ) في علمِ احتلامي
أصلّي كي تعودي في سلامٍ
و حالٌ منكِ في خيرِ انسجامِ
تزولُ عنكِ أوجاعٌ و همٌّ
و يغدو الجسمُ ممشوقَ القوامِ
كما قد كان من أيّامِ حبٍّ
و كانَ الحبُّ روحُ الابتسامِ!
1: فترة نقاهه صحية تتم بموافقة لجنة طبية لبعض العاملين الذين يعانون من مشاكل و أعراض بدنية, تكون لفترة محددة في أمكنة صحية تحت رعاية و عناية طبية و صحية من مشافي متخصصة.