عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-04-2008, 10:59 AM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

أحبــكِ .. أحبـــكِ , والبقية تأتــــي
حديثكِ سجادة فارسية
وعيناكِ عصفورتان دمشقيتان
تطيران بين الجدار وبين الجدار
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك
و يأخذ قيلولة تحت ظل السوار
وإنـــي أحبكِ
لكن أخاف التورط فيكِ
أخاف التوحد فيكِ
أخاف التقمص فيكِ
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النســـاء
و موج البحار
أنا لا أناقش حبك فهو نهــاري
ولستُ أناقش شمس النهــار
أنا لا أناقش حبك
فهو يقرر في أي يوم سيأتي .. وفي أي يوم سيذهب
وهو يحدد وقت الحوار وشكل الحوار
دعيني أصب لكِ الشاي
أنتِ خرافية الحسن هذا الصباح
وصوتك نقش جميل على ثوب مراكشية
وعقدكِ يلعب كالطفل تحت المرايا
ويرتشف الماء من شفة المزهرية
دعيني أصب لكِ الشاي , هل قلتُ إنـــي أحبكِ ..؟؟
هل قلت إنـــي سعيد لأنك جئتِ ...؟
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة ..؟
و مثل حضور المراكب والذكريات البعيدة ..؟
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيكِ
دعيني أعبر عما يدور ببال الفانجين
وهي تفكر في شفتيكِ
وبال الملاعق , والسكرية
دعيني أضيفك حرفاً جديداً
على أحرف الأبجدية
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربرية
أأعجبكِ الشــاي ...؟؟
هل ترغبين ببعض الحليب ...؟
وهل تكتفين – كما كنتِ دوماً – بقطعة سكر ..؟
وأما أنا فأفضل وجهكِ من غير سكر
أكرر للمرة الألف أني أحبكِ
كيف تريدينني أن أفسر مالا يفسر ..؟؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني
وحزني كالطفل .. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر ..؟؟
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين
أحبكِ أنتِ ...
دعيني أفتش عن مفردات
تكون بحجم حنيني إليكِ
وعن كلمات تغطي مساحة نهديكِ
بالماء والعشب والياسمين
دعيني أفكر عنكِ
وأشتاق عنكِ
وأبكي .. وأضحك عنكِ
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين
دعيني أنادي عليكِ .. بكل حروف النداء
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك من شفتيّ تولدين
دعيني أؤسس دولة عشق
تكونين أنتي المليكة فيهــا
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين
دعيني أقود انقلاباً
يوطد سلطة عينيكِ بين الشعوب
دعيني أغير بالحب وجه الحضارة
أنتِ الحضـــارة ...
أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوف السنين
أحبــــكِ .....
كيف تريديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون
مثل حضور الميـــاه
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمس
وبستان نخل
وأغنية أبحرت في وتر
دعيني أقولك بالصمت
حين تضيق العبارة عما أعاني
وحين يصير الكلام مؤامرة أتورط فيها
وتغدو القصيدة آنية من حجر
دعيني
أقولك ما بين نفسي ... وبيني
و ما بيني أهداب عيني .. وعيني
دعيني
أقولكِ بالرمز .. إن كنتِ لا تثقين بضوء القمر
دعيني أقولك بالبرق
أو برذاذ المطر
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيكِ
إن تقبلي دعوتي للسفر
لمــاذا أحبكِ ....؟؟؟
إن السفينة في البحر .. لا تتذكر كيف أحاط بهــا الماء
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار
لمــاذا أحبكِ ....؟؟؟
إن الرصاصة في اللحم لا تسأل من أين جاءت ..؟
وليست تقدم أي اعتذار
لمــاذا أحبكِ ...؟؟؟ لا تســألينني ...
فليس لديّ الخيــــــــار ... وليس لديكي الخيـــار ..
لنزار قباني
__________________
www.kissastyle.de
رد مع اقتباس