أخي الأستاذ عمانوئيل المحب
لو قرأت تعليقي على الحلقات الماضية فيما يتعلّق بعملية الغزو التي تعرّضت لها آزخ وكيف أن القوة والغلبة كانت عناصر الحسم في تلك المغامرة غير المتكافئة إلاّ أن شعبنا الأزخيني وفي ظروف متعدّدة وقاهرة استطاع المقاومة والصمود وضرب أمثلة رائعة في حب الأرض وفي الاستماتة من أجلها, لكن الظروف الدولية لعبت لعبتها وذهب أجدادنا ضحية رخيصة لصراعات على المصالح وضاع منهم ومنّا كلّ شيء. وقد سمّيت بالقرية العاصية لأنها استعصت على الطامعين وسمّيت بسفينة نوح لأنها كانت ملجأ لعوائل وبيوتات كثيرة من مناطق مختلفة هربت إليها لتندو بعوائلها من الموت وصمدت آزخ وانتصرت عندما كانت الإرادة موحّدة والقلب واحداً.
ليس في أي سؤال يطرح حرج يا أستاذ عمانوئيل بل أشكرك لأنك تسأل وتفعّل الحوار وليت آخرين شاركوا في النقاش وفي طرح الأسئلة ليصار إلى معرفة بعض وجوه الحقيقة. إن آزخ عانت القهر والاضطهاد وهي لم تستسلم وكانت الضربة القاصمة في مغادرة شعبها لها. أنظر إلى أهل مدّو وقد زرتها قبل عدّة سنوات لدى زيارتي لآزخ فهم لم يبيعوا متراً واحداً من الأرض وظلّوا فيها ثابتين ولم يسمحوا لأحد من الغرباء أن يدخل إلى قريتهم, والأوضاع عندهم الآن جيدة وكان الشعب يمارس حياته كالمعتاد فيما آزخ بكل ما تبقّى من شعبها لا يتعدّى بيوتات تقدّر بعدد أصابع اليد الواحدة.
نحن الذين دمّرنا آزخ بهروبنا الجبان منها وبنزوحنا الإرادي عنها واليوم نلوم فلانا وعلانا على ما حصل. هذه هي الحقيقة وعلينا أن نفهمها جيّداً وألا نقفل عيوننا عن رؤية شروق الشمس لنطمر رؤوسنا في الرمل كالنعامة ونقول أن الشمس لا تشرق. شكراً لك ولطرحك السؤال والذي دفعنا للإجابة التي أتشوّق دائماً للردّ بها لبلوغ بعض الحقيقة فيما صار وما جرى.
وشكراً لك يا سميرة على مشاركتك.
|