أسمحيلي حبيبة قلبي وبنت عمي الغاليه جومانا أن أضيف أنا أيضا لمحة صغيره عن حياة هذا الشاعر الجاهلي المخضرم ..
المرقش الاكبر وحبيبته اسماء
هو عوف بن سعد بن مالك بن ضبيعة المتصل نسبا ببكر بن وائل وحبيبته اسماؤ بنت عوف بن مالك ولقب بالمرقش لبيت قاله وهو :
الدار وحش والرشوم كما
رقش في ظهر الأديم قلم
وعشق المرقش الاكبر ابنة عمه اسماء فخطبها الى الى ابيها فقال له : لا ازوجك بها حتى تعرف بالبأس وتغدو رئيسا
وظل الملاقش يطالب عمه بالوفاء بوعده وعمه يعده المواعيد ويطلب الغالي والثمين مهرا لابنته .
ولم يجد الا ان بقصد بلاط الحيرة ومدح ملكها فأجازه .... واصاب عوف عمه فقرا شديدا واتفق ان مر بحيهم رجل موسر
ان يزوجه ابنته والمهر مائة من الابل ...ورجع المرقش فاخبروه انها ماتت وذبح اخوته كبشا واكلوا لحمه ودفنوا عظامه ولفوخا في ملحفة ثم قبروها ليوهموا المرقش انها عظام اسماء ......لكن يشاء القدر ويعلم انها كذبة ولم تمت بل تزوجت ..
وصار المرقش يغالب مشاعر حبه لاسماء وشوقه اليها وكان يردد:
أغالبك القلب اللجوج صبابة
وشوقا الةاسماء أم أنت غالبه
يهيم ولايعيا بأسماء قلبه
كذاك الهوى امراره وعواقبه
أيلحى امرؤ في حب أسماء قد نأى
بغمز من الواشين وازور جانبه
وأسماء هم النفس ان كنت عالما
وبادي أحاديث الفؤاد وغائبه
اذا ذكرتها النفس ظلت كأنني
يزعزعني قـفـقـاف ورد وصالبه
وقرر المرقش ان يرحل اليها فدعا اجيرا له وارتحل الجميع قاصدين ديار المرادي زوج اسماء
لكن المرض مرض في الطريق ونزل الركب كهبا بأسفل نجران ومع الاجير زوجته ...فسمعه يقول لها :
اتركيه فقد هلك سقما وهلكنا معه صرا وجوعا
فجعلت تبكي من ذلك فقال لها : أطيعيني والا فانني تاركك واذهب
ولما سمع المرقش هذا الحديث كتب على مؤخرة الرحل هذه الابيات :.... ياراكبا اما عرضت فبلغن
أنس بن سعد ان لقيت ، وحرملا <<< يقصد انس وحرمل اخويه
لله دركما ودر أبيكما
ان أفلت العبدان حتى يقتلا
من مبلغ الأقوام أن مرقشا
أضحى على الأصحاب عبئا مثقلا
وكأنما ترد السباع بشلوه
اذ غاب جمع بني ضبيعة منهلا وانطلق الاجير وامراته الى اهلهما فقالا : مات المرقش ونظر حرملة الى الرحل يقلبه فقرا هذه الابيات فقتلهما
وقصد حرملة الموضع الذي وصفاه له ...وبقي فيه الى ان اتي راعي غنم زوج اسماء فطلب منه ان يأخذ خاتمه
وان حلب اللبن يلقيه في اللين وانك مصيب به خيرا لم يسبه راع قط ان انت فعلت ذلك ..
وفعل الراعي ماطلب منه ....فاخذت اسماء تشرب منه الى ان قرع الخاتم ثنيتها فاخذته وعرفته
فطلبت رؤية الراعي ... فآتوه لها فسالته لمن الخاتم .. فقال لها عن المرقش ...وحين سالها زوجها عن الخاتم
قالت له : خاتم مرقش فاعجل الساعو في طلبه .
وحين جاؤا به مات عن اسماء وقال قبل ان يموت :
سرى ليلا خيال من سليمى
فأرقني واصحابي هجود
فبت أدير أمري كل حال
وأذكر أهلها وهم بعيد
على أن قد سما طرفي لنار
يشب لها بذي الأرطى وقود
حواليها مها بيض التراقي
آرام وغزلان رقود
نواعم لاتعالج بؤس عيش
أوانس لا تروح ولاترود
يرحن معا بطاء المشي بدا
عليهن المجاسد والبرود
سكن ببلدة وسكنت أخرى
وقطعت المواثق والعهود
فما بالي أفي ويخان عهدي
وما بالي أصاد ولا أصيد
شكرا لكي حبيبة قلبي وبنت عمي الغاليه جومانا على هذه الخطوة الرائعه والتي سنتعرف من خلالها على معظم شعراء الجاهليه المخضرمون ... قصة مأساوية جميلة .. سلمت يداكي على كل ماتقدميه لرقي المنتدى يالغاليه ..
تقديري ومحبتي
ألياس