[fouadzadieke]

أخي منير أهلا بك و إجابة على سؤالك نقول: إن جميع المناطق التي تقع ضمن حدود منطقة طور عبدين كانت آرامية سريانية مسيحية و من يقول خلاف ذلك فهو يناقض الحقيقة و التاريخ, و قد أسلم أغلب أهالي مناطق المحلمية و التي تقع ضمن حدود منطقة طور عبدين لظروف تعددت و اختلفت أسبابها فمنهم من يقول أن سبب إسلامهم يعود إلى القهر الذي تعرضوا له من قبل الفاتحين المسلمين و لم يتمكنوا من دفع الجزية المفروضة عليهم فاختاروا الحل الأسهل و هو الدخول في الإسلام, أما هناك أسباب أخرى نراها و كما سمعناها من الأجداد و القدامى من مسيحيي طور عبدين أن سبب إسلامهم كان عدم سماح المطران لهم بأن يفطروا و أجبرهم على الالتزام بالصوم علما أن فاقة و جوعا شديدين كانا قد حلا بالمنطقة عموما و سمي هذا المطران الذي ندم بعد ذلك على فعلته بالمطران الجاهل لأنه لم يتمكن من فهم ظروف أبناء طائفته و لم يتعامل معهم بما كان يجب من اليسر و السماح عملا بقول المسيح القائل ليس الذي يدخل الفم ينجسه بل الذي يخرج منه.
و إذا عدنا إلى التاريخ القديم فنرى أن المحلمية و الذين منهم عشيرة الراشدية التي تسأل عنها كانوا من قبائل بكر و تغلب المسيحيتين و قد أسلم أكثرهم بعد ذلك. إجابة على سؤالك نقول: إن الراشدية كانوا سريانا و مسيحيين و لا يزالون يتكلمون السريانية على رغم مرور مئات الأعوام و قد ظهرت بين مجموعة الشباب المثقف منهم رغبة قوية في العودة إلى الجذور الأصلية بتعلم السريانية التي كانت اللغة الأم لهم.
المحلميون هم أولاد محلم ابن ذهل الشيباني من أولاد مرة أبناء عمومة تغلب التي ينتمي إليها الأزخينيون الذين هم نحن. و لم تعلن جميع مناطق وبلدات المحلمية إسلامهم فقد بقيت بلدات كبيرة مثل قلث مثلا على مسيحيتها و مذهبها السرياني الأرثوذكسي.

منطقة المحلمية منطقة واسعة وكان فيها أكثر من خمسمائة قرية واندثر معظمها ولم يبقَ منها القليل وسنذكر الموجود منها اليوم وما ذكر في كتاب تأريخ طور عبدين ، وما زال قسم كبير منها مأهول بسكانه الأصليين من المحلمية والمخاشنية والراشدية وبعض المسيحيين العرب ونلاحظ أن اغلب هذه القرى يطلق عليها لفظة ( كفر ) والكفر كلمة عربية مصدرها آرامي وتلفظ ( كفرو ) وتعني القرية أو الارض البعيدة عن الناس وجمعها

كفور وتنشر تسمية كفر في منطقة جبل طور عبدين و صعيد مصر وجنوب لبنان والقليل منها بالقرب من دمشق ويلفظها المحلميون أحيانا ( اكفر )

كما يلفظها سكان جنوب لبنان ، والبعض من هذه القرى قديم وقديم جدا والذي يشير إلى هذا القدم أسماءها القديمة والتي سنذكرها ونذكر ما تعنيه .

- كفر حوار : الحوار وبتشديد الواو له معنيين باللغة العربية الأول وهو اسم لنوع من الصخور صخور الحوار وهي معروفة والثاني هو اسم بهارات ما زال الناس يستعملونه إلى اليوم.
و الراشدية : هي بلدة أيضا أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى عشيرة الراشدية وراشد وراشدي اسم علم عربي. كما جاء في بعض المراجع. نرجو أن نكون قد أعطينا ما يكفي من التوضيح و لنا المزيد متى لم يكن ذلك كافيا يا أخ منير. لكن سؤالي لك: هل أنت محلمي؟ و الذي أرجوه أن يكون تواجدك بيننا بقصد المحبة و الإفادة لا من أجل خلق بعض الإشكالات التي خلقها لنا بعض أبناء عمومتنا من المحلميين الذين تقصدوا أن يطرحوا هنا أمورا دينية و يعملوا على نشر أفكار الدين الإسلامي هنا. نحن لسنا ضد أي دين لكن توجد الكثير من المواقع الإسلامية و من يريد يستطيع الكتابة فيها كما يحب, أما مواقعنا المسيحية فهي قليلة و محدودة و نحن شعوب منفتحة لكن نرفض أي تعد على معتقدنا أو إساءة له و متى كان قصدك خيرا فأهلا بك أخا و ابن عم فالدين لله و هو علاقة الشخص بربه و لا يجب أن يتم إرغام الناس على ترك أديانهم أو ترهيبهم أو النظر إليهم من خلال معتقدهم الديني. اتركوا الدين و تعاملوا معنا بالمحبة التي ستبني لكم دينكم و لنا ديننا كما قال الفيلسوف جبران خليل جبران.