الأخ المحب قسطنطين
لقد أصبت عين الهدف إني معك في كل كلمة كتبتها وأعتقد أن الملايين يشاطرونك هذا الرأي ولهم نفس التفكير والمشكلة تكمن في الرؤوس العليا ليس إلا. فالمسيح كان واحداً وهو أسس كنيسة واحدة وقال "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" ولم يقل أنتم الصخور وعى هذه الصخور أبني كنائسي. إن المرارة يحس بها الصغار أمثالك وأمثالي أما الكبار فلهم تسليتهم التي يرون فيها استمراراً لهذا الوضع ولو كانت الغيرة الحقيقية لديهم في أن يتّحدوا لكان ذلك بالإمكان إذ ليس عسير أمام الرب أن يهدي عقول أبنائه.
هذا الوضع صار منذ خصلت الإنشقاقات الأولى في الكنيسة وتبعتها انشقاقات أخرى وأخرى وحتى في وقتنا الحاضر هناك إمكانية لإنشقاقات جديدة! من المسؤول؟ أنا وأنت؟ لا بالتأكيد لا! نقولها بكل صراحة فما هم يخيطونه لنا نلبسه. وكل من يحاول إيهام نفسه بخلاف ما نقول فخو يناقض نفسه. أن يشير المرء إلى موضع الخطأ يتمّ اتهامه والتضييق عليه وحرمانه وطرده وإلى آخره.
إنّ الأمور ما عادت تنطلي على الناس التي بدأت تحس بهذا الغبن الكبير وبهذه الحالة التي يرثى لها لكنائسنا. فإلى متى أيها الآباء الروحيون ستغمضون عيونكم عن رؤية الواقع المرير؟ وإلى متى ستقفلون آذانكم عن سماع النداءات المنبعثة بدافع الغيرة على مصلحة الكنيسة وليس لأي سبب آخر.
أطلب من الرب أن يهدينا جميعاً ويضع الرحمة في قلوب قادتنا الروحيين ليقوموا بالخطوة التي ينتظرها الملايين من أبناء المسيح منهم. فلنصلي جميعا من أجل أن يتحقّق هذا الأمر وتنتهي مآسي كنائسنا وخلافاتها التي ليست جوهرية بالقدر الذي يجعلها تقبل بما هي عليه.
|