
21-01-2008, 01:47 PM
|
Master
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
|
|
بطرس ينكر يسوع
ستتركوني كلكم لأن الكتاب يقول سأضرب الراعي
فتتبدد الخراف "... فيجيب بطرس " لو تركوك كلهم فأنا لن أتركك " فأجابه يسوع " الحق أقول لك يا بطرس اليوم في هذه الليلة قبل صياح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات" فأصر بطرس على قوله " لا أتركك و إن كان علي أن أموت معك " و هكذا قال التلاميذ كلهم )
مرقس 14: 27-31
و أنكره بطرس كما قال , أنكره ثلاث مرات قبل صياح الديك . أمام من أنكره ؟ أمام جارية ,أمام أحد الموجودين , أمام الخدم و الحرس
نعم إنه بطرس تلميذ الرب , ذاك التلميذ عينه الذي كان أول من قال ليسوع " أنت مسيح الرب" و أوّل من هبّ نخوةً قائلاً أنه لن ينكر مسيحه و لو كان عليه الموت معه , أنكر مسيحَه و مسيحُه ماثل أمام رئيس الكهنة يعترف أنه المسيح , يحتمل البسق و اللطم و الإهانة لأجله , أنكره حتى قبل أن يحكم عليه بالصّلب , حاصرته شكوكه و خوفه , ضعفه عمى ثقته بمسيحه مرّة و اثنين و ثلاث متتالية دون توقف حتى صاح الديك و استيقظ بطرس من نومه من خوفه و قلة إيمانه و تذكر كلام الرب " ستنكرني ثلاث مرات قبل صياح الديك " و كيف كان يصر على أنه لن يفعل و لكنه فعل و أنكره ثلاث مرات , قد يقول من يقرأ قصة إنكار بطرس : لو كنت أنا محله لما فعلت هذا ! كيف أنكر مسيحي؟ كيف أخونه؟ كيف أستحي به؟ فأنا كلي ثقة به و بكلامه فهو سيتعذب الآن من أجلي و يموت ليقوم بعد 3 أيام كما قال , أقلّ ما أستطيع أن فعله هو أن أبقى معه و لا أتركه كغيري من التلاميذ الجبناء قليلي الإيمان و أنا كلي إيمان و لن يهزّ إيماني شيئاً و لو سألوني مرة و اثنين و ثلاثة متتالية دون توقف لن أنكر و يصيح الديك لتستيقظ انت أيضاً من نومك لتكتشف أنك أنكرت مسيحك مرة و اثنتين و ثلاثة دون توقف , تجد نفسك تستحي بمسيحك أمام أتفه المواقف , أمام أصغر المشاكل تنكر مسيحك و تفقد ثقتك به كما أنكر بطرس مسيحه أمام جارية و حارس و أحد الموجودين , فكيف تتخيل أن يكون الموقف أمام رئيس الكهنة أو أحد كبار القوم لو سألوه إن كان من تلاميذ يسوع؟؟؟
ماذا لو كانت مشكلتك مشكلتك أكبر و أخطر؟ بالتأكيد سيكون إنكارك أعنف و عدم ثقتك أكثر و أعمق , قد يصل لأبعد مما تتصور , فإذا كان بطرس قد أنكر المسيح أمام جارية فماذا كان سيقول لرئيس الكهنة لو هو الذي وجه له السؤال :هل أنت أحد تلاميذ يسوع؟؟" بالطبع سيكون إنكاره أعنف بالضبط كما لو كانت المشكلة التي تواجهها و الموقف أصعب و أكبر
قد تكون مؤمناً وواثقاً بكلام الرب و يتوجه أحدهم بالسؤال: هل أنت مؤمن ؟ في جلسة يدور فيها الحديث حول غباء المؤمن, فماذا ستكون ردة فعلك؟ ستنكر أم ستثق بمسيحك و تعلن أنك أحد تلاميذه ؟؟ فلو جلست بين مؤمنين فليس هناك مشكلة أمامك لأنهم سيُثنون عليك و يربتون على كتفك حين تهز رأسك موافقاً أنك مؤمن , أو في وقت لا تواجه فيه أية مشكلة كذلك , كما لو توجه أحد تلاميذ المسيح لبطرس بالسؤال إذا كان من تلاميذ يسوع لن يكون هناك مشكلة , لن يكون هناك من داع أن ينكر , فتلك هي الشكلة و ذاك هو التحدي الذي يريدك المسيح أن تواجههه أن تعلن إيمانك أمام كل شخص سواء كان مؤمناً أو مستهزئاً أو منكراً , و في كل المواقف الصعبة و التي تبدو مستحيلة و المصيرية و السهلة كذلك , هنا تظهر ثقتك و إيمانك بمسيحك
عندما تقرأ قصة إنكار بطرس و التي وردت في الأناجيل الأربعة , ثم بعد ذلك تقرأ في أعمال الرسل خطبة بطرس بعد حلول الروح القدس على التلاميذ و كيف صاح بأعلى صوته منادياً بني إسرايل موجهاً لهم النداء أن يعرفوا و يسمعوا أن ذاك الذي صلبوه هو المسيح , و حتى عندما استدعاه رؤساء الكهنة بذاتهم لم يخف و لم يفقد ثقته و أعلن لهم و كله قوة أن الحجر الذي رفضوه صار رأس الزاوية و أن المسيح قام من بين الأموات و احتمل بطرس الصعاب حتى استشهد من أجل اسم المسيح , و ما سر هذا التغيير؟ أين مصدر قوته؟؟ بلا شك إنه الفداء
فتقول بطرس رأى المسيح بعد قيامته و رأى الأعجوبة بأم عينه , رأى ابن الإنسان يتمجد , من أين لي بهذه القوة و الثقة كما منحت لبطرس , فأقول لك إنها أمامك , إنها من المسيح الذي أعطاك قصة بطرس لتتعلم منها و تأخذ العبرة , ثم يقول لك كما قال لتوما من قبلك " طوبى لمن آمن و لم يرى "
نعم أنت لم ترى و لكن المسيح أعطاك عوضاً عن أن ترى قصة أجدها منظاراً يجعلني أرى بل و يجعل الرؤية واضحة جداً , فلو فكرت للحظة و رأيت القوة العظيمة التي غيرت بطرس جعلته يقف و كله جرأة و قوّة ليعلن للناس كلهم أن يسوع الناصري الذي صلبوه هو المسيح و أنّه قام و سيأتي ثانية , إنها عظمة القيامة إنه فعل الخلاص و الفداء , إنه حلول الروح القدس , فبطرس عند إنكاره للمسيح يجسد مثل الإنسان في العهد القديم عهد ما قبل الخلاص ما قبل القيامة و ما قبل حلول الروح القدس عندما كان الإنسان أمامه كل الشواهد على وجود الله , على أنه هو الخالق و هو جابل الإنسان و صانعه و التي أظهرها المسيح من خلال الأمثال , و لكنه بقي ضعيفاً يسقط لو قابل أتفه موقف , كما حدث مع قوم إسرائيل عندما تأخر موسى عند الجبل فصنعوا عجلا ذهبياً بينما الله يحدث موسى و يعطيه لوحي الشريعة , إنسان العهد القديم الذي وجه الله له الإنذارات الكثيرة على لسان الأنبياء لكنه أصر على المعصية , كما وجه المسيح الإنذارات لبطرس و نبهه لما سيحدث لكنه أصرّ على الإنكار ثلاث مرات
بالمقابل يمثل بطرس الإنسان في العهد الجديد بعد تحقيق الخلاص و القيامة , إنسان ملأه الروح القدس ثقة بمسيحه و مخلصه و ما عادت أعظم المشاكل و المصاعب و المواقف تهز شعرةً من إيمانه , و أنت عندك المثلين و أمامك الخيار, هل تريد أن تكون بطرس العهد القديم أم بطرس العهد الجديد ؟ يقول بولس الرسول" ففي المسيح يحلّ ملئ الألوهية كله حلولا جسدياً و فيه تبلغون الكمال. هو رأس كلّ رئاسة روحانية و سلطة" (كولسي 2 : 9-10 ) , فبالمسيح نبلغ الكمال , لقد منحنا الله هذه النعمة باسم مخلصنا يسوع المسيح كما منحها لبطرس من قبلنا ليجاهر أمام الناس كلهم بإيمانه و تبشيره دون خوف من اضطهاد
فهل ستسمع صياح الديك و تصحى أم ستبقى نائماً ؟؟ هل ستستيقظ لتعرف انك بالنعمة مخلص بالإيمان (لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان ) أفسس 8:2 و لكن حتى نحصل على النعمة هذه علينا أن نسلم حياتنا للمسيح , فلتكن الأرض الطيبة التي يثمر زرع كلمة الله فيها و يعطي بعضه مئة و بعضه ستين و بعضه ثلاثين , لا كالأرض الصخرية التي كالإنسان الذي يسمع كلام الملكوت و يتقبله في الحال فرحاً لكن لا جذور له في نفسه فيكون إلى حين ,فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل كلام الملكوت ارتدّ عنه في الحال و هو ما حذرنا منه يسوع المسيح في مثل الأرض الطيبة
التوقيعواما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم
|