أقبلتَ نحوي
أقبلتَ نحوي و كانَ الليلُ في سَمَرِ
و العينُ تسعى إلى طيفٍ من السّحَرِ
أهديتَ روحي سبيلَ العشقِ تسعدُها
و الدنيا أنتَ حنينٌ كانَ من قدري
حاولتُ أهفو إلى أشواقي أجمعُها
كي تبدعَ الشدوَ في عزفٍ على وترِي
حاولتُ لكنْ جروحُ القلبِ مثخنةٌ
من كلّ هجرٍ و كم أحزاني في سفَرِ
أقبلتَ نحوي فقلتُ اللهُ أرسلكَ
كي تسعدَ القلبَ في نفحٍ من الزّهرِ
أشعلتَ ناري و عشقُ القلبِ متّقدٌ
و الهمسُ يفضي إلى الإنعاشِ في سهري
ظلّلتَ نفسي و أحلامي بما تركتْ
منكَ الزيارةُ من طيبٍ و مِنْ أثرِ
عيناي غاصتْ تعيشُ السّحرَ منطلقاً
منها التأمّلُ في عينيكَ و البصرِ
هاتفتُ سرّي من الوجدانِ فانتعشَ
و استطربَ السرُّ في دنياكَ و العمرِ!
أيّ اعترافٍ ترى يأتيكَ من طرفي
فيه الحياءُ الذي بالصّدقِ يعتمرِ
أحسستُ أنّي على أمواجِ عاطفةٍ
ساقتْ إليكَ الهوى وعداً على خفرِ
لا دمعُ عيني و لا استرسالُ موجتها
قد كان يشفي قروحَ الحزنِ يا قمري!
أقبلتَ نحوي و عطّرتَ المدى أملاً
أثريتَ عمري و أزهاري على شجري
قد كانَ وعداً أتاني الخيرَ مجتمعاً
فامكثْ بقربي حبيبي زِدني من سكرِ
لا أهوى إلاّ سواكَ اليومَ أعبدُهُ
من بعدِ ربّي فإنّ العشقَ منتَظِري!