اللحظُ يجرحُ
يا مَنْ تسوقُكَ للعشّاقِ همساتُ
في غمرةِ الشّوقِ و النجوى مناجاةُ
لو كنتَ تدري بأنّ العشقَ مبدأُهُ
نظمُ الأحبّةِ عشقاً و الحَبيباتُ
لاختالَ فيضُكَ منساقاً إلى غزلٍ
في رغبةِ العشقِ كي تنهلّ آهاتُ
هَلْ لا يشدّكَ مجنونُ الهوى فترى
شمسَ الأصالةِ تعدوك الغواياتُ؟
هجرُ الأحبّةِ لا نقوى تحمّلَهُ
فالقلبُ يقرعُ و الأعصابُ أنّاتُ
لا ترتوي النفسُ إلاّ حين توصلُها
من فيضِ وجدٍ و مِن دنياها لذّاتُ
فاللحظُ يجرحُ و الأنسامُ موعدُها
بالإنسِ تُجمعُ لا تؤذي المسافاتُ
يا مَنْ سهرتَ على الأطلالِ تنشدها
لا تزرعِ السأمَ كي تنأى الجراحاتُ
و اشربْ كؤوسَ الهوى من عذبِ مرشفها
سحرُ الحياةِ بها فالأنثى كاساتُ
فيها الهناءُ الذي ما انفكّ يجرفُكَ
ميلاً قويّا و عشقاً فيه آياتُ
أطلقْ لسانك في نظمٍ يسامرُها
فيه التولّه تحكيه ابتهالاتُ
و اعزفْ جميلَكَ من أشعارِ ترغبُها
أوتارُ شوقك تشدوه النداءاتُ
و اعتقْ فؤادَكَ من غمّ يكابدُهُ
تصفو المشاربُ منها و الملذّاتُ
قد أينعَ الوجدُ في أنحاءِ روضتكَ
فاتركْ حزونَكَ لا تجدي الحزيناتُ
و اعصفْ بريحكَ كي تأتي على عجلٍ
قد أشرعَ القلبُ ما تهوى الشراعاتُ
و اذبحْ همومَكَ مملوءاً بنشوتِكَ
لا تنفعُ المرءَ في الدنيا الكآباتُ
أكرِمْ بعشقكَ لا تبخلْ على نغمٍ
فالعشقُ يخمدُ إنْ هاجتْ حماقاتُ!