الموضوع: سفر الرؤيا
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-11-2007, 11:11 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي أهمية هذا السفر

ختلف هذا السفر عن باقي أسفار الوحي الأخرى في أمر هام؛ فيوحنا لم يتلقَ مادة هذا السفر بوحي من الروح القدس بالطريقة المعتادة، بل تلقاه بإعلان مباشر من الرب يسوع المسيح. واسم هذا السفر الذي أُعطي له بالوحي هو « إعلان يسوع المسيح » . وهذا الاسم في ذاته يؤكد لنا عكس ما يفكر به البعض أنه سفر غامض. كلا، ليس هو سفراً غامضاً، ولا هو سفراً مختوماً (ص22 :10)، بل هو إعلان يسوع المسيح.
وربما لم يَلقَ سفر في العهد الجديد، إن لم يكن في الكتاب المقدس كله، نظير ما لاقاه هذا السفر من الإهمال، كل هذا في الوقت الذي ينفرد فيه هذا السفر -ودون كل أسفار الوحي الأخرى - بتطويب ثلاثي في فاتحته؛ لمن يقرأ، ولمن يسمع، ولمن يحفظ المكتوب فيه. وكما يبدأ السفر بتطويب من يقرأه (1 :3) هكذا يختم أيضاً بتطويبه (22 :7).
من الذي يستفيد من هذا السفر؟
من الأعداد الأولى في هذا السفر يمكننا أن نجمع لأنفسنا بعض الدروس الأدبية التي تساعدنا على الاستفادة من هذا السفر العظيم
.
فهذا السفر موجه لعبيد الرب (ع1)؛ أي لأولئك الذين كل اهتمامهم محصور في سيدهم وشئونه ومجده. ومن أهم مميزات العبيد الأمناء انتظار سيدهم الغائب. قال المسيح « طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين » . لمثل هؤلاء، وليس لأمثال العبد الرديء الذي يقول في قلبه « سيدي يبطئ قدومه » (لو12 :37،45)، يقدم الرب هذا السفر.
ثم إنه موجَه أيضاً لأولئك الذين لهم نصيب في ملكوت يسوع وصبره (ع9). فالذين يجتازون ظروفاً صعبة لشهادتهم وأمانتهم لسيدهم، يجدون لذة خاصة في معرفة متى يتمجد المسيح ويتمجد قديسوه معه. أما الذين ملكوا بدوننا (1كو4 :8)، فعادة لا يجدون أية لذة في سفر كهذا!
ثم ثالثاً، هو موجه للذين يعرفون أنهم غرباء ونزلاء على الأرض. هؤلاء هم المتلهفون للحبيب ويوقنون أن « الوقت قريب » ؛ طوبى لهم (ع3).
أما من يدرس هذا السفر لمجرد إشباع الفضول ومعرفة أحداث المستقبل فلن يستفيد حقاً منه.
وأخيراً يقول الرائي إنه عندما تلقي تلك الإعلانات العظيمة كان « في الروح في يوم الرب » ؛ اليوم الأول من الأسبوع. ونحن أيضاً، وإن لم يكن بوسعنا أن نكون فعلياً « في الروح » بالمعنى الذي كأنه يوحنا، فإنه يلزمنا أن نكون أدبياً وقلبياً في تلك الحالة وإلا فلن نتمتع بدروس هذا السفر النفيس.
وبنعمة الرب سنكمل (منقول)
رد مع اقتباس