*** طوفان نوح بين الحقيقة والعلم والخيال والاساطير ***
"""" 4 """"
النقطة التالية هى عبارة عن سؤال بسيط:
يقول الوحى الإلهى فى سفر التكوين:
"و تعاظمت المياه كثيراً جداً على الارض. فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء" (تك 7: 19).
فمن أين أتت كل هذه المياه؟
إن المياه الجوفية كلها لو إنفجرت مع المحيطات و الأنهار و خلافه من مصادر المياه لا يمكن أن تكون بالكمية التى تغطى جميع رؤوس الجبال.
يكفى أن نعرف أن جبل أراراط يرتفع أكثر من 3000 متر فوق سطح الأرض،
فكيف وصلت مياه ينابيع الغمر العظيم إلى هذا الارتفاع؟
إن كثير من الأدباء مثل كريس ماك جوان
لا يصدق أنه يمكن أن يكون حدث مثل هذا الطوفان، و يتساءل قائلاً:
من أين أتت هذه المياه كلها التى تغطى رؤوس الجبال التى تحت كل السماء؟
و يسترسل قائلاً:
لا بد أن هناك خطأ ما فى الكتاب المقدس
لأننا لو سلمنا أن مثل هذا الطوفان قد حدث فلا بد أنه كان طوفاناً محلياً،
و الجبال التى تغطت بالمياه هى التى كانت فى منطقة القوقاز واوكرانيا وبلغاريا والمنطقة المحيطة بالبحر الأسود. و نرى جبل أراراط، و هو الجبل الذى رسى عليه فلك نوح.
فى حقيقة الأمر
أن كريس ماك جوان قد يكون كلامه صحيحاً
لو إننا نظرنا لنصف الآية فقط، و افترضنا أن مصدر الطوفان هو مياه ينابيع الغمر العظيم.
و لكننا
ننسى أن هناك نصف آخر للآية
يوضح أن هناك مصدراً آخر لمياه الطوفان و هى "طاقات السماء".
فما هى طاقات السماء و ما هو مصدر المياه التى كانت بها؟
نعود قليلاً للوراء إلى (تك 1: 7) و نقرأ
"فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق".
إن الآية واضحة جداً و لا تحتاج إلى تفسير.
إن الآية تذكر لنا بدقة أنه كانت هناك كمية رهيبة من بخار المياه تحيط بالكرة الأرضية بعد إنفجار كتلة السديم.
و لقد فصل الله بين هذه الكمية الرهيبة من المياه و سطح الأرض
فجعل الجلد فاصلاً بينهما،
و صارت هناك مياه مجتمعة على سطح الأرض فى ينابيع الغمر العظيم،
و مياه أخر - قد تكون كميتها أضعاف تلك التى على الأرض -
معلقة فى الفضاء المحيط بالأرض فى شكل بخار ماء ذو كثافة عالية جداً.
و لكى نتصور ما حدث
دعونا نقوم بعمل عملية حسابية بسيطة
لنعرف كيف كان يرتفع الماء كل دقيقة بحيث يتم تغطية كل رؤوس الجبال خلال فترة 40 يوماً فقط و التى أشار إليها سفر التكوين قائلاً "و كان الطوفان أربعين يوماً على الارض" (تك 1: 17).
كلنا يعلم أن أعلى قمة فى العالم هى جبل إفرست،
و يصل إرتفاعه إلى 8844.43 متراً عن سطح البحر.
و بهذا يكون إرتفاعه بالسنتيمرات هو 884443 سنتيمتراً.
إذا يجب أن يرتفع الماء كل يوم بمقدار 22111 سنتيمتراً من المياه تقريباً -
أى أن المطر يهطل بنسبة 15 سنتيمتراً فى الدقيقة الواحدة.
و هذه الكمية من المياه لا يمكن أن تتكون فى السحب العادية بفعل تبخر مياه المحيطات و البحار و الأنهار.
إذاً فيجب أن يكون هناك مصدراً آخر من المياه قادر على الهطول لمدة 40 يوماً متتالية بنسبة 15 سنتيمتراً فى الدقيقة.
و أين سيكون هذا المصدر سوى المياه التى فصلها الله عن الأرض و أصبحت عالقة فى السماء،
و الجلد يفصلها عن الأرض كما قال الوحى الالهى؟!
السؤال الآن:
هل يوجد ما يثبت علمياً أنه كانت هناك كمية هائلة من المياه عالقة فى السماء فى شكل سحابة كثيفة جداً من بخار الماء؟
و إن وجدت، فما هو تأثيرها على كوكب الأرض قبل الطوفان؟
والموضوع له باقية ...
العلم والكتاب المقدس
زيزى جاسبرجر