† قصة حب †
قصة حب
استيقظت فى صباح أحد الأيام مبكرا ورحت أتأمل شروق الشمس . آه .. إن جمال خليقة
الله لا يمكن وصفه . وبينما أنا أراقب المشهد ، سبحت الله من أجل جمال عمله .
وبينما أنا أجلس هناك ، أحسست بحضور الله معى . ثم سألنى " هل تحبنى ؟ " ، فأجبته
" بالطبع يا سيد ! فأنت ربى ومخلصى ! " .
ثم عاد وسألنى " لو كنت معوقا ، فهل كنت ستظل تحبنى ؟ " فأرتبكت . ونظرت لرجلى
وذراعى وباقى أجزاء جسمى وتعجبت كم من الأشياء كنت لن أستطيع عملها وقتها، الأشياء
العادية التى أنا أعتبرها مسلم بها . وأجبت الله قائلا " أنه قد يكون صعبا يا سيد ،
ولكنى كنت سأبقى أحبك " .
ثم قال لى الرب " إذا كنت ضريرا ، فهل كنت ستظل تحب خليقتى ؟ " . فسألت نفسى كيف
ترى يمكن للواحد أن يحب شيئا دون أن يكون قادرا أن يراه ؟ . ثم فكرت فى كل الناس
العميان فى العالم وكيف أن كثير منهم ما زال يحب الله وخليقته . وهكذا أجبت السيد
قائلا " أنه من الصعب التفكير أو تصور ذلك ، ولكننى كنت سأظل أحبك . "
وهنا سألنى الرب قائلا " وماذا لو كنت أصم ، فهل كنت ما زلت تصغى لكلمتى ؟ " .
ففكرت كيف ترى يمكن أن أصغى وأنا أصم ؟ ثم أدركت أن الإصغاء لكلمة الله ليس هو مجرد
السمع بالأذن ، بل بواسطة قلوبنا . وهكذا أجبت " أنه قد يكون عسيرا ، ولكننى كنت
سأظل اسمع لكلمتك . "
وعاد الرب ليسألنى " ماذا لو كنت أخرس ، هل كنت ستبقى مسبحا اسمى ؟ ، ترى كيف يمكن
للواحد أن يسبح بدون صوت ؟ ثم خطر على بالى : الله يريدنا أن نسبح أسمه من أعماق
قلوبنا ونفوسنا . ولا يفرق ماذا تكون عليه أصواتنا . وتسبيح الله ليس هو بترتيلة
دائما ، ولكننا عندما نضطهد فنحن نسبح الله بكلام شكرنا . وهكذا أجبت :" مع أنه لن
يمكننى الغناء ، ولكنى سأبقى مسبحا لأسمك " .
وهنا سألنى الله " هل حقيقة تحبنى ؟ " ، بشجاعة واعتناق قوى أجبت بجرأة " نعم يا
سيد أنا أحبك لأنك أنت الإله الوحيد الحقيقى !" معتقدا أننى أجدت فى الإجابة ،
ولكن الله سألنى " إذنا فلماذا أنت تخطئ ؟ " ، فأجبت ، " لأننى مجرد إنسان . وأنا
لست كاملا . فقال الله " إذا لماذا فى أوقات السلام تبتعد أكثر ؟ " ولماذا تصلى
بجدية فقط فى أوقات الشدة ؟ "
فلم أجد إجابة غير الدموع .
واستمر الرب قائلا " لماذا ترنم فقط فى الاجتماعات والخلوات ؟ لماذا تطلبنى فى وقت
العبادة فقط ؟ ولماذا تطلب أشياء غاية فى الأنانية ؟ ولماذا تطلب أشياء غير مخلصة ؟
" واستمرت الدموع تنهمر فوق وجنتىّ . " لماذا أنت تخجل منى ؟ ولماذا لا تقوم بنشر
البشارة ؟ ولماذا فى أوقات الاضطهاد ، تصرخ طالبا الآخرين بينما أنا أقدم لك كتفى
لتبكى عليه ؟ ولماذا تجد أعذارا حينما أقدم لك فرصا لخدمة اسمى ؟"
حاولت أن أجيب ، فلم أجد إجابة أقدمها .
" لقد بوركت بالحياة . وأنا لم أخلقك لترمى هذه الهبة بعيدا . ولقد باركتك بمواهب
لتخدمنى ولكنك استمررت تهرب من ذلك . أعلنت كلمتى لك ، ولكنك لم تتقدم فى تعلمها .
تكلمت لك ولكنك سددت أذنيك . أريتك بركاتى ، ولكنك أشحت بعينيك بعيدا . أرسلت لك
خداما ، ولكنك بقيت خاملا حتى ابتعدوا . ولقد سمعت صلواتك وأجبت عليها جميعا . "
"فهل أنت تحبنى حقيقة ؟ "
فلم أستطع أن أجيب . كيف لى بذلك ؟ لقد خجلت أكثر مما تستطيع أن تعتقد . فأنا بلا
عذر .
ما الذى يمكننى أن أقول ؟ . وعندما صرخ قلبى وسالت الدموع ، قلت " من فضلك أغفر لى
يا رب . فأنا لا أستحق أن أكون ابنا لك "
أجاب الرب ، " هذه هى نعمتى يا ابنى ."
فسألت " إذا لماذا استمررت تغفر لى ؟ لماذا انت تحبنى هكذا ؟ "
أجاب الرب قائلا " لأنك أنت خليقتى . وأنت ابنى . وأنا لن أتخلى عنك .
عندما تصرخ باكيا ، فأنا كلى حنان عليك وسأبكى معك .
وعندما تصيح فرحا ، فأنا سأضحك معك .
وعندما تكون محبطا ، سأشجعك .
وعندما تسقط سأقيمك .
وعندما تعيا سأحملك .
أنا معك طول الأيام ، وسأحبك للأبد . "
لم أصرخ من قبل باكيا بشدة مثلما فعلت .
كيف يمكننى أن أكون باردا هكذا ؟
كيف اجرح الله مثلما قد فعلت ؟ !!
وهنا سألت يسوع " كم تحبنى ؟ "
فأجابنى يسوع " هكذا ."
وعندها مد ذراعيه ومات على الصليب من أجلى ( ومن أجلك أيضا ! )
وعندئذ ركعت عند قدمى يسوع المسيح ، مخلصى
وللمرة الأولى ، صليت بصدق .
+ لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل
تكون له الحياة الابدية (يوحنا 3 : 16)
+ الذي عنده وصاياي و يحفظها فهو الذي يحبني و الذي يحبني يحبه ابي و انا احبه و
اظهر له ذاتي (يوحنا 14 : 21)
منقول (اذكرونى فى صلاتكم )
التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 11-02-2010 الساعة 03:28 PM
|