"أليسار" "ديدون" "جوبيتر" "هاني بعل" "بيجماليون" "أسريباس" و غيرهم و غيرهم من قرطاج من إلياذة الإغريق من عبق الأسطورة من قلب التاريخ من ملحمة الفرح و الحزن من مخابيء الخيانة و الانتقام و الحب و المؤامرات و الحروب من جميع هذه الأفكار و المفاهيم و القيم و الاعتبارات تربّع الإنسان إله هذه الأرض على عرش عنفوانه غير آبه لما حوله, و غير مكترث لما سيؤل إليه من مصير. هذا ما روته لنا الأساطير و شربنا من خمرها المعتّق و انسلخنا إلى عمقها لدرجة أننا غدونا جزءا مهملا منها! هذا هو إنسان اليوم القابع خارج لعبة الأسطورة و لا تهمه قرطاج و لا أمجادها. ما يهمه فقط هو نصب العداء و انتحال الكذب صفة حسنة له و اختيار السوء و الإساءة منهجا معمولا به بكل أسف. أصبح الإنسان جزءا من الأسطورة لكن غير المحترمة بل الأسطورة المنبوذة و الساقطة بكل معايير الكون و الأخلاق و المثل! هكذا تقول الأسطورة و هكذا نتفاعل مع ما تقول.
شكرا لك عزيزي إنك تجعلنا نحلق بعيدا في عالم العشق الرباني المختصر لأساطير القدم و الأزل.
__________________
fouad.hanna@online.de
|