عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-11-2007, 05:00 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي يزهرُ قلبي شوقاً إلى اشتعالِ العناقِ

يزهرُ قلبي شوقاً إلى اشتعالِ العناقِ



نصّ مفتوح





إهداء: إليكِ أيّتها الغافية فوقَ شهقةِ الرُّوحِ، أهدي القصائد!

تهطلينَ فوقَ بيادرِ عشقي
فيزهرُ قلبي
شوقاً إلى اشتعالِ العناقِ!

كم مِنَ البوحِ
حتى زقزقَتِ العصافيرُ
أنشودةَ العبورِ

كم مِنَ الحنينِ
حتى تبرعمَتْ بينَ أجنحتي
اخضرارَ السَّنابل

تشبهينَ وجعي الغافي
بينَ مهجةِ العناقِ

يا صديقةَ البرِّ والبحرِ والسَّماءِ
تتلألأ قامتُك فوقَ تخومِ غربتي
فتولدُ القصيدة من وهجِ العناقِ

عناقُك يشبهُ حفيفَ الورودِ
في أوج الانبلاجِ
يشبهُ يبنوعَ قصيدةٍ هاطلةٍ
من بيادرِ السَّماءِ

هل تنامينَ بينَ رحيقِ الياسمينِ
عندَ مفترقِ الأزاهيرِ
حيثُ أوجاعُ اللَّيلِ
تغفو على هديلِ الرَّوضِ

يبكي قلبُكِ
من لظى غربةِ الرُّوحِ
روحُك تائهةٌ
في خضمِّ الأريجِ

تعالَي نرسمُ القصائدَ
فوقَ خميلةِ الرُّوحِ
فوقَ ظلالِ الغاباتِ
فوقَ جمرةِ الشَّوقِ
فوقَ تواشيحِ الغناءِ

هل راودَكِ يوماً
أن تعبري البحرَ
حيثُ شهوةُ القصيدة
تسطعُ عندَ حافَّاتِ المدائنِ
مدائنُ البحيراتِ
مدائنُ العناقِ عندَ حلولِ الغمامِ
فوقَ صدرِ الحياةِ

أحبُّكِ أكثرَ من لواعجِ حبري
أكثرَ من رقصةِ التجلِّي
أكثرَ من فوزِ الزُّهورِ
على عناقِ النَّسيمِ

تشبهينَ نسائمَ ليلي
وجنةَ وردةٍ في مهبِّ الدُّفءِ
تعالي نرسمُ أبهى الأغاني
فوقَ صدرِ السَّماءِ

تعالي أهديكِ
مهاميزَ شهقةِ الرُّوحِ
قبلَ أن أدلقَهَا فوقَ مروجِ العناقِ
عناقُكِ أبهى من لونِ الغسقِ
في أوجِ الانبلاجِ

هل تحلمين أن تغفي
في تلافيفِ شهوةِ القصيدةِ
قبلَ أن تشتعلَ شوقاً
إلى مراسيمِ الاشتعالِ؟!

لماذا قلبكِ يبكي
كلَّما يبستمُ الَّليلُ
لشهوةِ البحرِ؟!

أنتِ بحري الهادر
أكثر من غربتي
يا صديقة لوني وكوني

دائماً أراكِ في حالةِ وجدٍ
كأنَّكِ مستنبتة
من رحيقِ العناقِ

نهداكِ موجتا عشقٍ
فوقَ تخومِ البهاءِ
تعالي كحّلي خدّي بقبلةٍ
من نكهةِ العشبِ

تعالي نتوهُ بين خفايا اللَّيلِ
نعبرُ جهاتِ الموجِ
نرسمُ عناقاتنا
فوقَ تخومِ السَّماءِ

قبلتكِ لها مذاقُ العطرِ
قبلَ هطولِ المطرِ

أنتِ مطري المكتنز
في تواشيحِ غيمي
رحلتي الهائمة
فوقَ مروجِ غربتي

شهوتي مفتوحة
على عناقِ نهديك
حلمي مفتوحٌ على الارتماءِ
فوقَ طراوةِ ليلكِ
الغارقِ في المسافاتِ

يغارُ القمرُ من وميضِ شوقي
ويهتفُ قلبي كلَّما يرقصُ قلبُك
من جمرةِ الشَّوقِ

أنا وأنتِ بحيرتان مسترخيتان
فوقَ مصاطبِ الشِّعرِ

نشبهُ نسيمَ البحرِ المتأتّي
من مغائرِ العشقِ

تعالي أرسمُكِ
هدهداً طائراً
فوقَ لجينِ القصائدِ

هل تحبِّينَ عناقي
قبلَ هطولِ الثَّلجِ
وبعدَ هطولِ الثَّلجِ
وبعدَ هطولِ العشقِ؟!

تشبهينَ قصيدةً هاربةً
من ضجيجِ المدائنِ
مسترخيةً على صدرِ عاشقٍ
من لونِ الغمامِ

يا قصيدةً متربِّعةً
على براري الرُّوحِ

عندما قبَّلتكِ
شعرْتُ انني أطيرُ
فوقَ ربوعِ الوفاءِ
وفاءُ الدُّفءِ وأريجُ البهاءِ

أطيرُ فوقَ بساتينِ القصائدِ
أنثرُ فرحي كأغصانِ الطُّفولةِ

كلَّما أعانِقُكِ تنمو في مروجي
أزاهيرُ حبٍّ
تنمو بينَ أجنحتي
مهجةُ الانعتاقِ
انعتاقنا من سلاسلِ الحياةِ
من طلاسمِ اللَّيلِ والنَّهارِ

أنتِ من لونِ غربتي
من لونِ حرفي وبوحي

تشبهينَ وجنةَ عشقي
قبلَ أنْ أغزو مرابعَ الهناءِ

آهٍ .. لو أنجبْتُ منكِ قصيدةً
من لونِ رذاذِ الماءِ
قصيدةً من لونِ البحرِ
من لونِ الغدِ الآتي
أنتِ غدٌ طافحٌ
فوقَ ضياءِ المجرَّاتِ

غدٌ مزدانٌ بكنوزِ البحرِ
من لونِ القصائدِ المنسيَّة
في شِغافِ الرُّوحِ

هل قرأتِ نصَّاً بكراً
من هذا المذاقِ؟!

يا صديقةَ القصائدِ
يا بؤرةَ الرُّوحِ
قبل أن تعتلي محرابَ التجلِّي

لماذا لا تعبرينَ شهقتي
قبل إندلاق القصيدةِ
فوقَ أغصانِ الأماني؟!
كلَّما ألتقيكِ
سأزرعُ فوق مقلتيكِ
تواشيحَ دفءِ العناقِ
وردةً فوقَ نهديك الغارقين
في حنايا الانتشاءِ!

نهداكِ محارتا فرحٍ
من لونِ الصَّفاءِ
غصنانِ مرتشعانِ
من بهجةِ الانتعاشِ

شموخٌ من لونِ الولاءِ
ولاءُ القصيدةِ
في حضرةِ تجلِّيات العشقِ
في حضرةِ اشتعالِ اللَّونِ
على إيقاعِ غفوةِ النَّهدينِ

تلملمينَ غربتي
تفرشينها فوقَ طراوةِ الهضابِ
هضابُكِ أنعشُ من خمائلِ الرُّوحِ

تشمخُ قامتكِ أمامي
تصهلُ الرُّوحُ
ترغبينَ أن أنتشلكِ
من وجعِ السِّنينِ

أحملُك فوقَ بيادرِ عشقي
نرقصُ مثلَ نجيماتِ الصَّباحِ
تندلقُ نهداكِ فوقَ أوجاعِ الحنينِ
فأرقص فرحاً
حتَّى بزوغِ ضفائرِ القصائدِ

يا موجةَ الموجاتِ
يا زهرةَ الزَّهراتِ
يا نكهةَ النكهاتِ
يا مهجةَ الرَّوضِ
قبل انتعاشِ العناقِ

أحملُ قلبكِ فوقَ قلبي
عابراً هديرَ البحرِ
راسماً فوقَ قبَّةِ الرُّوحِ
تفاصيلَ اندلاعِ الهناءِ

تعصفينَ فرحاً
فوقَ ربوةِ القلبِ
أرسمُكِ وردةً غافية
فوقَ كيانِ البحرِ
أنتِ بحري المكتنزِ
بطقوسِ العشقِ

رغبتي مفتوحةٌ
لعناقِ أطفالِ الكونِ
لعناقِ وجنةِ الرَّوضِ
لعناقِ بساتينِ الدُّفءِ الموشّحة
في ينابيعِ دنياكِ

هل تتوقينَ إلى عناقٍ عميقٍ
من لونِ اهتياجِ البحرِ
أم تفضِّلينَ اغفاءةً راعشة
تسمو عالياً
بينَ بتلَّاتِ السَّماءِ؟!
... ... .. ... ... يتبع!


ستوكهولم: 31 ـ 10 ـ 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 07-11-2007 الساعة 05:14 PM
رد مع اقتباس