في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ لأن الموضوع لا يمكن أن يتمّ حصره في 7 بنود و لا حتى بلائحة طويلة منها لأن الظروف و الحالات النفسية و غيرها من الأمور تلعب دورا كبيرا في التأثير على شدة رغبة الرجل أو المرأة في ممارسة العملية الجنسية. طبعا الموضوع ليس من السهولة بمكان فهو موضوع خطير و دقيق و حسّاس و على الأغلب يكون موضوعا لا يتم التطرّق إليه لأسباب كثيرة يعرفها الجميع مثل الحياء و الخجل و غير ذلك لأن الحديث في أمور الجنس بشكل واضح و صريح هو من الممنوعات الثلاث المتعارف عليها و هي: الدين و السياسة و الجنس, لكن علينا في حقيقة الأمر أن نتفهم جيدا أن التحدث عن هذا الموضوع يجب ألا يكون معيبا أو مخيفا أو ممنوعا فكل اثنين متزوجين يمارسان الجنس بحسب الظروف المتوفرة لهما أو الرغبة التي تدفعهما إلى ذلك و هذا حقّ شرعيّ لهما.
قد يكون الرجل متعبا أو مشغولا أو متضايقا نفسيا من العمل أو من أمور أخرى ففي هذه الحالة لا يمكن أن يفكر في عملية الجنس لأنه سيكون نفسيا منهكا و بالتالي سيؤثر هذا على استعداداه الجسدي. نفس الأمر بالنسبة للزوجة. لكن أسلوب الحياة بين الزوجين لا بد مع مرور الزمن أن يتخلله ملل أو بعض البرود نتيجة العشرة الطويلة و الروتين العادي فكل تجديد يمكن أن يمدّ الحياة الزوجية بمداد الاستمرار لتلافي الروتين. طريق العملية الجنسية تلعب دورا كبيرا في فشل أو نجاح العملية و إتمامها على ما يرام و متى لم يكن للزوج أو الزوجة استعداد أو رغبة فيجب ألا يصار إلى الإكراه أو القيام بالعملية دون رغبة تامة لأن ذلك سيحول العملية إلى كابوس أو إلى عمل روتيني يجب تأديته.
الحياة الزوجية حساسة و دقيقة و يختلف فيها الناس من حيث المشاعر و الأحاسيس و الرغبة فهناك نسوة يردن ذلك في كل يوم تقريبا و هناك رجال أيضا و عامل السن يلعب هو الآخر دورا كبيرا في هذا الموضوع. كما أن عدم التمهيد للعملية الجنسية بما يلزم من جو رومانسي و من عبارات فيها الكثير من الحب و النعومة و الرقة و الإثارة قد يخنق الرغبة لدى الطرف الآخر.
الموضوع يمكن الخوض فيه طويلا و يتوقف ذلك على العمر من حيث الشباب و ما بعد الشباب كما يلعب اللباس الذي يرتديه الرجل أو المرأة دورا في تأجيج مشاعر الرغبة أو في إطفاء جذوتها كما أن للعطور دوراً هاماً و كبيراً في إثارة الغرائز لدى الطرفين. و الأهم من كل هذا و ذاك تبقى خبرة الرجل و المرأة و وعيهما في التوصل معا إلى قمة النشوة التي هي الهدف المنشود و الغاية الأساسية من عملية الحب التي تمارس في فراش الزوجية و ليس من الضروري أبداً أن يكون مكان بعينه هو الساحة التي تجري عليها عملية الحب بين الزوجين فيمكن أن يحصل ذلك في الحمام أو في المطبخ أو في أي مكان بحسب الجو و الظرف المناسب!
أما سبب الخيانة فأعتقد أنه ذاتي و قد يكون بسبب أو بدون سبب و في هذه الحالة يكون حالة مرضية يلزم علاجها. يمكن للزوجين استخدام وسائل و طرق كثيرة للإثارة و أذكر ذات مرة أن صديقا لي أخبرني بأن صديقا له متزوج منذ فترة و قد بدأ الملل يدخل حياتهما الزوجية و خاصة في الفراش فيقبلان على العملية بشهوة ثم تنطفيء جذوة هذه الشهوة و تتحول إلى رماد دون أن تؤتي ثمارها المرجوة و قد نصحته بما يمكن و هو أن يحاولا خلق جو رومانسي. فقال إنهما أميان! فقلت إذن دعهما يحضران فلما مثيرا قبل البدء في العملية الجنسية و ليريا ما إذا كان ذلك مفيدا و قدّم صديقي النصيحة لصديقه الذي طبقها بدوره و أعلمني صديقي فيما بعد أنهما يعيشان انسجاما تاما في العملية, و كما قلت فلكل شخص مفهوم و وعي و هو يختلف عن غيره كما أن الظروف و المؤثرات الخارجية أو الداخلية تلعب دورا كبيرا في إنجاح أو إفشال عملية الحب بين الزوجين و هي عملية خطيرة إن لم يجرِ على ما يرام فإن الفشل سيكون مصير هذه الأسرة لأن الإنسان عبارة عن مشاعر و أحاسيس و رغبات يجب أن يشبع ميوله و رغباته من خلال هذه العملية الضرورية.
كما قلت سأختصر لأن الموضوع متشعّب و فيه تداخلات نفسية و جسدية و عاطفية وتأثيرات أخرى جانبية تختلف و تتعدّد. شكرا لك يا أخي الياس على طرحك لهذا الموضوع وليس معيبا البتة أن يناقش الإخوة و الأخوات مثل هذا الموضوع لأننا لسنا في عصر الممنوعات! ولا الحجر على الأفكار و كتم المشاعر فكل ممنوع مرغوب و متى تم الضغط على المشاعر و الأحاسيس من خلال كبتها فإنه سيتمّ التنفيس عنها بطرق و وسائل أخرى قد لا تكون مرضية أو إيجابية.
__________________
fouad.hanna@online.de
|