رائحةُ المطر!
حين كنّا صغاراً
كان لرائحة المطر
وقعُ عذوبةٍ
على نفوسنا و قلوبنا
كان لنفحِ الغبارِ
المتصاعدِ انتشاءً
من قطراتِ دموعه
أثرٌ كبيرٌ على لهونا و عبثنا!
كانَ يلذّ لنا اللعبُ
كأطفالٍ يجمعنا
فرحُ النشوةِ
و يغمرُنا شعورُ سعادةٍ
لم نكنْ نخشى
من نوبةِ بردٍ
تهجم علينا
فتصيبنا بحمّى رشحٍ شديدة
حيثُ كانت أجسادنا تتبلّلُ
و شعورُنا يغسلُها
هطولُ زخّات المطر الناعمةِ
لتنساب فوق صفحة وجوهنا
إلى أن تتسرّب أحياناً
قطراتٌ منها
إلى داخل مراشفنا
فنجرعُ منها
و نتذوّقُ طعمها الغريبَ!
كانتْ روائح منعشةً
و السماءُ تتلو ترانيمَ عطائها
في سبحانيّةٍ بهيّةٍ و ساحرة!
كنّا نحسّ بالدفء
في أحضان اللعب و الجري
على رغمِ البرد
حيث كانت صيحاتنا
تعلو و مضخّات الدّمِ
تجري في عروقنا
تضخّ ذلك الكمّ
العظيمَ من الرغبة
في المثابرة و التواصل
بلا كلل و لا ملل!
كان المنظرُ رائعا
مألوفاً محبوباً و منتظراً
لم يكنْ يخدش
نظراتنا المطلّة عليه
و المعانقة بهاءه
كانت رائحةً عطرةً
فيما كانت دموعُ فرحنا
تنهلّ شوقاً
و هي في أبهى حالات عشقها
لتعانقَ رائحةَ المطرِ
و تختفي بين حنايا ضلوعه
كم كان ذلك جميلا!!!