أخي الأستاذ الفاضل جورج عبد المسيح إني أشكرك من كل قلبي لأنك لبيت رجاء دعوتنا الأخوية في الانضمام إلى النقاش من أجل المشاركة في النقاش و لاحظت أنك حاولت كضيف أن تعلق على الموضوع قبل انتسابك إلى المنتديات و إني أشكر لك ثقتك بنا يا أخي. كما أني أثمن لك هذه الفكرة الكريمة التي تفضلت بها مشكورا من أن مجتمعاتنا هي عشائرية تسود فيها عادات القبيلة و العشيرة و الثأر و إلى ما هنالك. لكن هل علينا أن ننقاد لهذه العادات؟ أم نسعى إلى التخلص منها و تغييرها يا أخي جورج؟ رأيك مرحب به لأنه نابع من حرص أكيد و ثابت على مصلحة أمتنا و شعبنا و طائفتنا و لكني يا أخي جورج ربما لا أوافقك الرأي القائل بضرورة أن يكون هناك قتل من أجل محو العار كما هو سائد في المجتمعات العشائرية و في الإنجيل الشريف قصص كثيرة عن بشر أخطأوا و شطّوا عن طريق الأخلاق و كان العفو و المسامحة ناجعا و مفيدا لهم متى أعلنوا توبة حقيقية و اعترفوا بالخطأ. كلنا بشر قد نخطيء لكن علينا أن نتدارك الصواب من أخطائنا و نحاول بالتالي تصحيح مسارها. فكرة الانتقام و الثأر دينيا ليست مقبولة لأن الرب يسوع لم يسمح بالقتل و قال أعد السيف إلى مكانه يا بطرس. علينا أن نفكر في أسباب المشكل و نقوم بدراسة مسببات ذلك و النتائج التي قد تنجم عنه ثم نسعى إلى اقتراح حلول. فأنت ربما قرأت رد أستاذنا الكبير عبد المسيح قرياقس حين قال أنه بذل جهودا جبارة و بمساعدة أناس خيّرين إلى أن جلب البنت الهاربة من الأردن و سلمها إلى أحد الأديرة في الشام و ظلت لمدة عشرين يوما بانتظار أن يذهب أهلها لاستلامها و يقول أنها هربت بعد ذلك مرة أخرى. هنا سؤال صريح يجب أن نطرحه لماذا طيلة هذه المدة و التي كانت 20 يوماً لم يذهب أحد من أهلها لاستلامها؟ هل استغنوا عنها؟ هل قرروا عدم الاعتراف بها؟ متى كان هذا هو الحاصل فإني شخصيا أعتبر أن هروب البنت للمرة الثانية سببه الأهل الذين رفضوا تسلّمها و العودة بها إلى بيتها و إشعارها بالأمان و إعادة الثقة بين الطرفين هي و الأهل. في مجتمعاتنا عندما تفقد البنت عفافها (شرفها) نعتبر أن في ذلك جريمة رهيبة ليس لها غفران. إني لست مع هذا الرأي علينا أولا أن نفهم الظروف التي قادت هذه الفتاة إلى الانحراف من جهة و من جهة أخرى فربما يكون غرّر بها و فقدت في ذلك عذريتها و بموجب ما يحكم مجتمعاتنا (و هذا خطأ بنظري) من عادات فإنها تعتبر زانية و مجرمة و هي تستحق الرجم و القتل. الكبت يولّد الحرمان و حاجة الإنسان ذكر و أنثى إلى إشباع الغريزة الجنسية ضرورة حياتية و ليس في ذلك عيب لكن يجب أن يتم ذلك ضمن حدود المتعارف عليه و المسموح به. علينا أن ننزع من رؤوسنا أفكار ظلامية سوداء متخلفة من أن البنت عندما تفقد شرفها في تجربة عاطفية أو نتيجة حالة ضعف عاطفي تكون احترقت اجتماعيا و أخلاقيا و صارت بحكم الميّتة إنها لم تعد تثق بأحد و قد تفعل ما هو أشنع من ذلك(كما نفهمه). هذا غير مقبول علينا أن نفهم أن ممارسة الجنس حاجة للجسد مثل الطعام و الشراب تماماً. متى نقّينا أفكارنا من بعض الشوائب و نظرنا إلى ما يجري في العالم بعين بصيرة و عقل مفتوح كان لنا الخلاص و النجاة, أما متى بقينا منغلقين على أفكارنا في قوقعة ضيقة لا تساير التطور الحاصل في العالم نكون غير محقين و لا يكمن الشرف في ذلك العضو من البنت أو الشاب ليست هناك أعضاء مقدسة في جسم الإنسان لكل عضو دوره و متى كان من عضو مقدس في الجسم فيجب أن يكون العقل و ليس عضو المرأة التناسلي. إن الشرف الحقيقي هو في الصدق و الأمانة و المعاملة و الصراحة و غيرها من قيم كثيرة في الحياة و هي التي سيكتب لها النجاح و الاستمرار.
اقتباس:
|
00اما في حالة الامتناع عن الهروب يفضل التستر على الوضوع 000 وعادة تتم عملية التعارف بين البنت والشب عن طريق اخته وهذه الاخت تساعد اخاها في تهيئة الاجواء لاخذ صديقتها الى البيت ويقوم اخيها باغتصاب الفتاة 0000 هذه حالة من عدة حالات تم نقاشها من قبل الاساتذة الافاضل000 ونصيحتى هى الى الامهات ان تخافى على ابنتك من البنت وليس من الشب
|
في كلامك هذا يا أخي جورج الكثير من الصحة و هي نصيحة في محلها و الحيطة و الحذر واجبان و على أهل البيت معرفة ما يحصل مع أفراد أسرهم علما أن في هذا بعض الصعوبة لأن الكثير من هذه الأمور تجري في السر و بعيدا عن أعين الأهل و الناس إلى أن تقع الفأس في الرأس. مرة أخرى شكرا لك أخي جورج عبد المسيح و أرجو من إخوة آخرين المشاركة لكي تكتمل لنا صورة نستطيع من خلالها التعامل مع الموقف من خلالها. أشدّ على يدي كل صاحب غيرة يتكرم ليقدم لنا أفكاره و يعرضها للمناقشة فكلنا واحد و همنا مشترك.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-10-2007 الساعة 10:37 PM
|