عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26-10-2007, 11:49 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,204
افتراضي

أخي هشام بداية أحب أن أتقدم إليك بخالص المحبة و الشكر على هذه الجرأة و هذه الصراحة و هذا ما نفتقر إليه في وقت صار يلاحقنا بعبع الخوف من أشياء كثيرة. إن طرحك لهذا الموضوع لهو في غاية الأهمية و الخطورة في آن معا و اسمح لي أن أرد على مشاركات الإخوة الذين جئت على ذكر آرائهم و أقوالهم و تفسيراتهم حول شرح هذه الظاهرة لأنها ظاهرة ليست ابنة اليوم و لا كما ذكرت ناجمة عن أحداث العراق و غير ذلك. إن المسيحيين في البلاد الإسلامية غير معترف بحقوقهم إلا على الورق لأن قوانين هذه الدول و أنظمتها تطبق أحكام الشريعة الإسلامية و ليس لغير المسلمين إلا مصير الخيبة و التفرقة و الغبن الشديد في حقهم. قبل غزو العراق تم خطف بنات مسيحيات و لم تحرّك الحكومة ساكنا و أقسم بالله العظيم أنه لو تجرأ شاب مسيحي و قام بخطف بنت مسلمة لقام الأمن السوري باعتقال جميع أفراد الأسرة و قاموا بالتنكيل بهم إلى أن يتمّ تسليم البنت مع إنزال العقوبة بموجب القانون الذي يمنع زواج المسيحي من المسلمة فيما العكس جائز بل واجب. إلى متى نغمض أعيننا و نذر فيها رمادا و نقول أن الأمور تجري بكل خير و ما صرّح به سيادة مطران الحسكة في الآونة الأخيرة من أن سورية هي بلد العدالة و المساواة لم يكن ذلك إلا نابعا من خوف و هو نوع من الضحك على الذقون. أين الفتيات اللواتي هربن أو خطفن؟ هل حرّك الأمن أو الأجهزة المختصة ساكناً في ذلك؟ هل يستطيع مسيحي أن يتزوج من مسلمة بحرية دون أن يصبح مسلما؟ أين العدالة و المساواة التي يتحدث عنها سيادة مطراننا الجليل؟ ثم ما تقوله عن المسيحيين البعثيين فإنه لا حول لهم و لا قوة و ليس بمقدورهم فعل أي شيء و الأمور واضحة و ظاهرة للعيان فالسلطة المطلقة هي في أيدي فئة من الناس تتحكم في مصير البلاد و العباد بقوة و هيمنة و جبروت و أحيانا ببطش. كل ما يتم التحدث عنه من حريات في سورية و غيرها من البلدان العربية و المسلمة ما هو إلا كذبة كبيرة. افيقوا أيها الناس النائمون و قولوا الحقيقة و لو لمرة واحدة! ليست هناك مساواة و ليست هناك عدالة و ليست هناك حقوق مواطنة إنها حقوق تسلط وطغيان و كل من يقف في وجه هذه السلطة سيكون مصيره السجن أو الزوال. أما ما تقوله عن المرجعية الدينية المسيحية فهي تابعة للسلطة و لا تستطيع الخروج عن طوعها و كلنا يذكر الخلاف الكبير الذي حصل مع غبطة البطريرك زكا عيواز حين أعلن موقفا ذات مرة لم ترض عنه السلطات السورية فغادر مكرهاً إلى بعض البلدان الأوربية و هذا معروف و نستطيع ذكر التاريخ و البلدان التي أقام فيها غبطته. كما يدعي المسلمون علينا في مساجدهم كل يوم جمعة بالموت و القتل و الويلات فإن قادتنا الدينيين يصلون من أجل زعماء البلد حتى و لو كانوا مجرمين و قتلة. هذا أسلوب درجت عليه الكنيسة منذ زمن بعيد. أما بالنسبة إلى السلطة الحاكمة في سورية فإن قضية المواطن لا تهمها و ما يهمها هو كسب المزيد من المال و البقاء على سدة الحكم و التشبث بالكراسي و هي تهتم في الوقت الحاضر بقضايا دولية كثيرة من أهمها المحكمة الدولية و كيف يمكن لها التملص مما ينسب إليها من جرائم بحق اللبنانيين!
اقتباس:
الاستاذ بشير اسحق سعدي "مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية وعضو مجلس الشعب السوري سابقا" قائلا:ان اية علاقة بين طرفين غير متوازنة وغير عادلة هي مرفوضة لان احد الطرفين سيكون مغبونا ومظلوما ولا يمكن لمثل هذه العلاقة ان تحقق هدفا نبيلا
كلام فيه كثير من المنطق السليم و هو القائل بأن لا مساواة و لا عدالة و هناك تمييز واضح في الحقوق و غبن كبير يقع على أبناء الطوائف المسيحية و متى أريد تحقيق العدالة للجميع على الدولة أن تقوم بتغيير الكثير من قوانينها المجحفة بحق المسيحيين, و أن تتعاطى معهم كشريحة أساسية من المجتمع و ليس كجسم غريب فيه.
اقتباس:
اما رأي الاستاذ :عبد الكريم العطوري السليمان "امين فرقة حزبية في شعبة مدينة القامشلي لحزب البعث العربي الاشتراكي " قال :اهم الاسباب في هروب الفتيات المسيحيات مع شباب مسلمين هي :العنوسة والهجرة خارج الوطن "الشباب المسيحي "الدين وحواجزه وعدم تعدد الزوجات بالزواج لمرة واحدة والطلاق معقد و لاسباب قاهرة جدا وايضا لاسباب نفسية داخل الاسرة او الفتاة واسباب اقتصادية وحاجة الفتاة الى العمل واسباب جنسية حيث سببت كثرة الفضائيات كبت جنسي مفزع يراد تفريغه في اي علاقة مهما كانت والمراهقة وتفكك الاسرة وعدم النسجام بين افرادها وقد تكون هناك اسباب عاطفية بان يحب الطرف الاخر دون النظر الى الديانة وعواقب هذه العلاقة ...
هذا القول غير صحيح و ليس الأمر مرده إلى ما سماه الخوف من العنوسة أو الهجرة و ما إلى ذلك. العلة الأساسية هي في الإيمان و ضعف هذه الناحية لدى البنات و المجتمع. يهاجر كثير من الشباب هذا صحيح لكن هناك شباب كثير لا يزال يقيم في البلد و هناك شباب من الخارج يأتون لاختيار شريكات حياتهم من البلد. الحل الأفضل هو أن يسمح بالزواج المدني و الزواج المختلط دون إلزام أحد الطرفين على ترك دينه. السبب إذن يكمن في نمط القوانين السائدة و المعمول بها في البلد و التركيبة الاجتماعية. نعم قد تتحمّل البنات و الأسر مسئولية في هذا الموضوع لكن على الدولة أن تساعد في الحل. أين هي الدولة و القوانين السائدة عفا عليها الزمان و لم تعد تتلاءم مع تطور المجتمع و الحياة و العالم.
اقتباس:
راي الاستاذ عبد المسيح قرياقص "ابو ديمة"المؤسس والمشرف العام للاسرة السريانية الازخينية في القامشلي ..برأي ان اكثر الاسباب واهمها في هروب الفتاة مع شاب مسلم هي قلة عدد الشباب بسبب الهجرة وعدم جاهزيته للتقدم للزواج وايضا التطور الحضاري وهامش الحرية وضعف سيطرة الاهل على البيت .في منطقتنا نجد اكثر حالات هروب تتم مع الطرف الكردي نتيجة نمو الوعي القومي الكردي وحب التقرب من المسيحي بأنه اعلى مستوى وان المسيحية خدمتهم اكثر مما خدمهم الاسلام ويرون في ذلك خطوة اولى نحو المسيحية ويكون مسيحي كاملا اذا سمحت الانظمة والقوانين اما بالنسبة للمسيحي العادي مثل هذه الحالة هي كارثة مفجعة تماما وحالة ايمانية عميقة انتقلت ابنته من مكان امن دينيا الى مكان اخر خسرت مستقبلها الديني
في قول أستاذنا الكبير عبد المسيح قرياقس شيء كثير من الصحة و الدقة و علينا أن نعي أنه متى تمّ التعامل بالمثل بين فئات المجتمع فإن ذلك سيكون أكثر إيجابية و سيقلل من حدوث مثل هذه الحالات أن يمنع على طرف و يسمح لطرف آخر فهذا ما يخلق شعورا بالضعف لدى هذا الآخر و بغبن لا يرى حلا سوى اللجوء إلى الثأر و الانتقام غسلا للعار. متى سمح بالزواج المدني على غرار ما يجري في أوروبا فالحل سيكون أفضل. أما خوفنا من التغيير و ركضنا خلف عادات و تقاليد بالية لن تفيدنا في شيء و لن تخلق الحل بل هي ستخلق مزيدا من التباعد و الفرقة و الحساسية.
اقتباس:
اما الرأي الديني ..مع"الاب حبيب عيسى راعي كنيسة مار احو "دمخية" للسريان الارثوذكس"حيث قال ان الفراغ الروحي الذي تعيشه الفتاة والمرأة المسيحية ولانه لا يوجد فراغ في الكون الا ولابد ان يمتلئ بشئ فكونها فارغة من تعاليم دينها سوف تمتلئ بافكار شريرة تؤ دي بها الى الهلاك والتعامل الغير واعي من الاهل لهذه الفتاة اما بالقسوة في التعامل او بعدم مراقبة تصرفاتها وكذلك قسوة الرجل وبعده عن زوجته روحيا وعاطفيا وماديا سيؤدي بها الى الهروب من منزلها كما ان ضعف الارشاد الروحي الذي تقوم به الكنيسة ومؤسساتها باتجاه المرأة وبعد الكاهن عن الاسرة وبعد الاسرة عن الكاهن
أعتقد أن رأي أبينا الكاهن هو أصدق و أفضل هذه التحليلات و أكثرها صدقاً. إن تقوية الجانب الروحي لدى أسرنا هو درع يصون عفة أبنائهم و متى ضعف الإيمان فإن سبل الإغراء و غيرها قد تؤثر و تضعف الإنسان. و لو أخذنا من عبر الماضي شيئا لرأينا أن الكثيرات من بناتنا دفعنا حياتهن كشهيدات للمحافظة على عفافهن و لم يستسلمن للغواية و جميع أسباب الإغراءات و الترهيب و التهديد و غيرها. الأسرة المؤمنة هي أكثر الأسر التي تستطيع التغلب على مثل هذه الصعاب و لا يقع أفرادها في يد الضعف البشري.
اقتباس:
الرأي القانوني في هذه الظاهرة مع الاستاذ المحامي عمانوئيل لحدو"الذي قال:قانون الاحوال الشخصية السوري ينص "ان المادة48 فقرة ثانية منها "زواج المسلمة بغير المسلم باطل "والشروحات تقول :ولما كان بين الكتابيات كالمسيحية واليهودية وبين الدين الاسلامي بعض نقاط في التشابه والتلاقي من حيث الايمان بالله وبالانبياع فقد اجاز القرأن للرجل المسلم ان يتزوج المسيحية او اليهودية لانه في نظام الاسرة المسلمة هو القيم على ادارتها وتوجيهها واليه ينسب الاولاد كما انه المسؤول الاول على تربيتهم وتوجيههم بما يقدمه لهم من نصح وارشاد وانفاق مادي ولهذا لا يجوز للمسلمة ان تتزوج من غير المسلم ................المؤيد القرأني :قال تعالى صورة المائدة اية 5 "اليوم احل لكم الطيبات وطعام اللذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم . والمحصنات من المؤ منات والمحصنات من اللذين اوتوا الكتاب من قبلكم "...........اما الخطف بشل عام المادة (500)من قانون العقوبات السوري الفقرة الاولى تقول"من خطف بالخداع او بالعنف فتاة او امرأة بقصد الزواج عوقب بالحبس من ثلاثة سنوات الى تسع سنوات "
مثل هذا الرأي العلمي و الحقوقي السليم يمكن القبول به لأنه يضع اليد على موضع الخلل و يشير إليه. هناك عدم مساواة في الحقوق و هناك غبن واضح يقع بحق فئة من الناس و تمييز ليس تغفل أخطاره. يجب العمل على تحديث القوانين المدنية و قوانين الأحوال الشخصية و يجب أن يتم تطبيق المجتمع العلماني فعلا لا قولا و تشدقا. ليس للمسيحي الحق في أن يشعر باستقلاليته و خصوصيته الدينية و هو ملزم بأن يمارس نهجا معينا و سلوكا مذبذبا يتماشى مع مصالحه و ما هو سائد في هذه المجتمعات. لا توجد للدولة السورية أية نيّة في تحسين قوانينها و هذا ما سيجعل البلد تستفحل فيه الأخطار الإقتصادية و السياسية و بالتالي الإجتماعية و الدينية كذلك!


و في الختام يمكن أن أجمع الموضوع في عدة نقاط هامة على النحو التالي:
1- علينا كمسيحيين أن نعمل على تقوية الناحية الدينية و الروحية لدى المؤمنين و هذا يتطلب تعاونا من الكنيسة و الأسر. و أرى أن كنيستنا تتخبط في هذه الأيام في متاهات كثيرة لا يحمد عقب نتائجها. و هي غافلة عما يجري.
2- المطالبة بأن يتم التعامل مع المسيحيين بالمثل كغيرهم و هذا يتم بإعلان حالات الاعتراض و التظاهر السلمي و إعلان العصيان و تقديم الشكاوي حتى و لو أدى ذلك إلى تقديم الشكاوي إلى جهات دولية لأنه أمر يتعارض مع حقوق الإنسان الدينية و كذلك حقوقه الفردية في حريته الشخصية و المدنية و هو تعد صارخ عليها.
3- أن تتشكل الأندية الرياضية و الفنية و الأدبية و المؤسسات الدينية التي بإمكان المسيحي فيها من ممارسة بعض الهوايات و هو ما سيسهل عملية الاختلاط بين الجنسين و التعارف.
4- الخروج من بوتقة الانغلاق و تشجيع الزيارات المتبادلة بين الأسر ليس فقط في المناسبات الدينية المعروفة بل بشكل دوري.
5- أن يتم إقامة حملات توعية روحية و التركيز من خلالها على مخاطر مثل هذه الأعمال المشينة التي تسيء إلى الأسرة و الكنيسة و الدين.
6-الانخراط في صفوف الأحزاب السياسية الموالية للسلطة و غير الموالية للسلطة و الإعلان عن وجهات النظر و فضح كل الأساليب غير الصحيحة و التركيز على المطالبة بحق المساواة في جميع الحقوق فلماذا الواجبات مفروضة و الحقوق مقروضة؟
7- تشجيع الزواج المدني فالقوانين التي تساوي بين الناس ليست ظالمة و مثل هذا القانون يوفر حماية للجميع و بالعدالة المطلوبة.
و يسعدني لو أن إخوتنا شاركوا في إغناء هذا الموضوع بالأفكار النيّرة لأننا بالنهاية مستهدفون ككل.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-10-2007 الساعة 10:19 PM
رد مع اقتباس