رباعيّات الخراب
خرابُ الكونِ و الأخلاقِ باتَ
وشيكاً ممكناً إنّ الحياةَ
تردّتْ في نتاناتٍ و فاحتْ
رياحُ الكُرهِ, و الإنسانُ ماتَ!
أنبكي؟ ما مهمٌّ و المهمُّ
أراهُ كيفَ نبكي؟ مَنْ نذمُّ؟
فمنّا النّفسُ صوبَ السّوءِ راحتْ
و صارت من مجاريهِ تشمُّ!
خرابُ النّفسِ في الإنسانِ صارَ
و سوسُ الفكرِ قد أعمى النّهارَ
و جندُ الإثمِ بالأخلاقِ طاحتْ
فأمسى مُحبَطاً هشّاً و حارَ!
دعونا لحظةً نأتي دخولا
إلى الإنسانِ كي نلقى ذهولا
نرى أعماقَهُ ناحتْ و صاحتْ
تنادي, تشتكي, تسعى سبيلا!
جمالُ النّفسِ في الإنسانِ ضاعَ
و سرٌّ ممّا في المكروهِ ذاعَ
و أعلامُ انكسارٍ منهُ لاحتْ
فهلْ نأتي بما فينا اقتناعا؟
أتانا اللهُ ربُّ الكونِ خَلْقا
و زانَ الخلقَ أخلاقاً و نطقا
و روحٌ منه بالأسرارِ باحتْ
و قالتْ فلتعشْ حرّاً و طَلْقا!
تجنّى أيّها الإنسانُ و اغْنَمْ
ملذّاتٍ كما تهوى و تغرمْ
و ما منها لكَ نفسٌ أباحتْ
بهذا الفكرِ لا ألقاكَ تسلمْ!