عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-07-2005, 01:44 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق الحميم فؤاد

لا شكّ أن الطفولة هي الواحة الأرحب التي اغترف منها نصوصاً وقصصاً، فهي فرحي الأبدي رغم تعاسة طفولتي، فأنا لم أعيِش طفولة جميلة، طفولتي كانت مغموسة بالخشونة والتعب والعمل المبكر، لكنها كانت ممتعة رغم تعبها، صحيح كان لنا ألعابنا وعوالمنا الجميلة، لكن خصوبة التعاسة كانت تهيمن على جانب كبير من طفولتي، لكن مع هذا كنتُ اعبر بوابات الفرح عبر البراري الفسيحة التي كنتُ أتوه في متاهاتها، خاصة عبوري سهول القمح وأيام الحصاد، والركوب على النوارج، والألعاب الكثيرة التي كنّا نلعبها لكنّي في العمق لا أرى طفولة مبهجة في تضاعيف الذاكرة، ومع كل هذا فأحب طفولتي على علاتها وتعاساتها، لأنني ألملم عوالمها وأفرشها فوق شهقة القصائد والقصص وأستخلص منها عوالم وفضاءات في غاية البهجة، هذه البهجة التي تنبع من جموح الحرف والشوق والحنين إلى عوالم تلكَ الطفولة، لا أظن ان هناك كاتبا على وجه الدنيا ممكن أن يصبح كاتبا لو لم تكن عوالم طفولته ممزوجة بمساحات من العذاب والتعاسة والشقاء والفقر والآهات، لأن هذه العوالم المفتوحة على شهقة الألم، تخلق حالة غليانية فسيحة ورحبة للإبداع، وهذه المعادلة تختلف من مبدع إلى آخر، وليس بالضرورة ان كل طفل عاش في حالة شقاء وتعب وتعاسة سيصبح مبدعاً في مستقبل الأيام، الإبداع عميلة متداخلة بعدة حيثيات وعناصر وعوامل لا يمكن حصرها وشرحها عبر هذا الرد السريع!

طفولتي، وأحزاني، ومرارات غربتي المفتوحة على شهقة الحياة، وحنيني المزنّر بتساؤلات لا أجد لها جواباً، وعشرات العوامل والتجارب ، تساهم بطريقة أو بأخرى على زرع بذور إنبعاث حرفي إلى نور الحياة!
وحدها الكتابة تمتصّ جموح أنيني المتغلغل على مساحات الروح، وتحقِّق لي توازناً بهيجاً رغم ضجرِ الحياة!

فراخ العصافير، قصّة، اعتقدَ بعض القرّاء في مواقع أخرى أنها قصّة للأطفال أو للفتيان، من جهتي كتبت القصّة للكبار، لكن ممكن أن يتمتّع بقراءتها الصغار أو الفتيان! لكن على الأرجح لا يتمكّن الفتى الولوج إلى رحابها الخفيّة!

تحيّة ومودّة عميقة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس