مفتي مصر يعتذر عن فتوى أثارت جدلا
بعد مواجهة عاصفة مع مجمع البحوث الإسلامية انتهت بوقف تداول كتابه
القاهرة: محمد خليل
بعد مواجهة عاصفة مع أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (أعلى سلطة شرعية)، تراجع الدكتور علي جمعة مفتي مصر، واعتذر عن فتواه المثيرة للجدل، وأجاز فيها التبرك بشرب بول النبي، فيما وصفها العلماء بأنها «فتوى شاذة»، وأجمعوا في جلسة طارئة عقدت مساء أول من أمس «السبت»، واستمرت أكثر من أربع ساعات، برئاسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي رئيس المجمع على رفضها، وطالبوه (جمعة) بسحب كتابه «الدين والحياة: الفتاوى العصرية اليومية»، الذي تضمن الفتوى، وأصدرته إحدى دور النشر الخاصة، وقرروا وقف تداوله منعاً لإثارة البلبلة، بينما رفض جمعة التعليق على قرار مجمع البحوث مكتفيا بقوله «هذا الموضوع انتهى».
من ناحية أخرى، وافق المجمع على استمرار وقف صاحب فتوى «إرضاع المرأة لزميلها في العمل»، الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات التي تجرى معه حالياً، بمعرفة جامعة الأزهر، مع التشديد على رفض كل الفتاوى الشاذة التي تثير البلبلة في المجتمع، ومنها فتوى «إرضاع الكبير»، و«التبرك ببول الرسول، صلى الله عليه وسلم». من جانبه قال الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث «إن هذه الفتوى شاذة وأن المجمع لم يوافق على ما ساقه الدكتور جمعة من أدلة شرعية على فتواه، واعتبر أسانيده ضعيفة، وأضاف: لقد أذعن المفتي لرأي المجمع، وتعهد بسحب جميع نسخ الكتاب من المكتبات، ومنع طبعه مرة أخرى، وقدم اعتذاره للمجمع.
وأوضح هاشم الذي يعد عالم الحديث الأول في العالم الإسلامي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: إن الرواية التي تضمنت تبرك الصحابة بشرب بول النبي «غير صحيحة»، كما أن المجمع رأى ضرورة عدم عرض هذه الرواية، لأنها ارتبطت بواقعة خاصة جدا تحتاج إلى تدقيق، وأوصى المجمع بعدم نشر هذه الروايات بين العامة.
من جانبه علق الدكتور مصطفى الشكعة عضو المجمع قائلا «إن واقعة شرب (بركة) بول النبي، كانت على سبيل الخطأ، وأن النبي قال لها «انه لا ينجع بطنك.. أي لن يوجع بطنك».
أما الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق، مقرر لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث، فقد أكد أن الرواية التي استند إليها المفتى في تبرك الصحابة بشرب بول النبي، تخالف صحيح السنة، لأن البول من القاذورات وأن النبي كان «يستبرئ من بوله أيضا، لأن النبي له طبيعته البشرية، وهذا ثابت بنص القرآن».
الشرق الأوسط