تعالَ و انفتحْ!
خفايا نفسِكَ استعصتْ علينا
فَحِرنا فيها لم نكشفْ دفينا
أتينا قسوةً حيناً فخِبنا
و خِبنا حينما مارسنا لينا
كأنّ الطلسمَ المضني حلولاً
فما من مأملٍ يأتي مُعينا!
متّى ظلّتْ على حالٍ عسيرٍ
خفايا النّفسِ أو عزّتْ علينا
فليس مؤلمٌ منّا تجافٍ
و ليس موقفٌ يبدو مُهينا
إذا أخطأنا في فهمٍ و مسعىً
فلا جدوى لقدْ كنتَ الضّنينَ.
تعالَ و انفتحْ روحاً علينا
و في إفصاحِ تأتينا المُبينَ
عسى ندري إلى أينَ انسياقٌ
و ماذا قد يفيدُ الحاضرينَ!
سوادُ الليلِ سترٌ يخفي ستراً,
طيورَ الفجرِ, حالَ المتعبينَ
فلا نقوى على إيضاحِ أمرٍ
و لا توضيحِ رأيٍ كي نعينَ.
تقوّى يا أخي و اكشفْ نوايا
تريحُ النفسَ أنّا أجمعينَ
نذوقُ الهمّ لن نسمو عليهِ
و لن نقوى إذا عشنا أنينا
يقضّ الجفنَ و الأحلامَ منّا
إلى الأعوانِ نعدو جاهدينا.
جموعُ الناس لا تهوى انغلاقاً
و قد ترمي به سخفاً لعينا!
تأمّلْ يا عزيزي اليوم فيما
يجوبُ الكونَ قد تلقى ثمينا
صراطُ الحقّ أحلاهُ الوضوحُ
لكي لا يشمتُ الأعداءُ فينا!
تأمّلْ و انطلقْ و افتحْ فؤاداً
و حاولْ بعضَ شيءٍ أنْ تلينَ
لأنّ السرَّ يخفي عنّا وضعاً
غريباً قد يوافينا كمينا.
تسامحْ و انفردْ ورداً و زهراً
يفوحُ العطرُ, يأتينا الأمينَ.
حياةُ الناسِ باتتْ مثلَ بحرٍ
هياجٌ فيه يجتاحُ السّنينَ
متى صارحتَ أهلَ الدّارِ تبقى
تعيشُ الرّاحةَ الكبرى. يقينا!