أهلا بك عزيزي عيسى و الحمد لله على سلامتك نوّرت المنتديات و الدردشة بكل تأكيد نفتقدك كثيراً. فيما يخص موضوعك الجميل و المطروح للمناقشة إنه بحق يستحق التأمل لأن طفولة الشخص هي المرتكز الأساس الذي يبنى عليه حاضره كشاب مكتمل أو امرأة ناضجة كما أنه ذو تأثير بالغ في مرحلة الشيخوخة و كما يقول المثل المعروف: قل لي مَنْ تعاشرْ أقلْ لك مَن أنت! و هذا بالضبط ينطبق على مرحلة الطفولة الخطيرة. فمتى عرفنا كيف كانت طفولة شخص ما نستطيع أن ندخل عالم حياته بهدوء تام دون أية مصاعب أو معوّقات. الطفولة أجمل ما يمكن أن يعيشه الإنسان للاعتبارات التالية:
1- إنها مرحلة الانطلاق غير المسئول على سجية تامة و دون تكلّف أو تصنّع.
2- البراءة التي تحملها الطفولة و هي من أجمل ودائع الخالق عزّ و جلّ لدى المخلوق,
3- إنها بداية لتكوين المعرفة الأولية للشخص.
4- إنّها فترة الشعور بالروح الجماعية و بالرغبة في إثبات الذات و الشعور بجمال الحياة و التمتع به.
5- إنها مرحلة تحسس الواقع و اختبار تجارب الحياة الأولى و قد تكون هناك عثرات على الأغلب إلا أنها تجلب المعرفة و الخبرة للأيام القادمة و للمستقبل.
6- إنها أجمل فترات الحياة لدى الإنسان.
لكن متى كانت هذه الطفولة تعاني من عوائق و معوّقات و تعديات و مظالم فإن الشخصية الإنسانية لن تنمو صحيحة الفكر و النفس و الجسد بل هي ستعاني من الإحباط و الفشل. قد يكون الحرمان دافعاً للنجاح متى كان الشخص واعيا و قد يقود إلى الانحراف متى كان ضعيفا مهزوز الرأي و متقلب الأهواء و الإرادة. و متى شئنا أن يكون الجيل القادم جيلا سليم البنية و التفكير علينا أن نعطي الطفولة حقها من الاهتمام و التكريم و الرعاية فهي فيما تمرّ به من مراحل قد تتعثّر و تنحرف و تصبح خطراً على نفسها و من حولها. كل الشكر لك يا عزيزي و نتمنى عودتك إلينا سالما.
__________________
fouad.hanna@online.de
|