المولود ملكُ اليهود
و لمّا كان الموعود
قدمَ المجوسُ من خلفِ الحدود
قائلين: جئنا لنرى المولود
ملك اليهود.
لقد رأينا نجمَه في المشرقِ
فشئنا أن نقدّم له السجود
حيثُ بانَ الحقُّ
و ظهرَ المعقودُ
ليعلن أنّه ربّ الجنود.
و حين سمعَ (هيرودسُ* الملكُ هذا
داخله الحزنُ و سيطرَ عليه الجمود
فسألَ المجوسَ:
أين يمكنُ أن يكونَ بموجود؟
فأجابوه و كما جاء
في السّفرِ المعدود
أنّه سيولدُ في (بيت لحم)
في أرض الجدود
إذ كتب ذلك بالنبيّ
أنّ الربّ الموعود.
سيأتي في زمنِ
سادَ فيه الجحود
و كَثُرَت الأباطيل
و زادت الحقود
فأرسلهمُ الملك إلى مكان المولود
ليبحثوا عنه و يخبرونه
أين هو موجود!
ساروا و النجم يهدي طريقهم
إلى الطفل المولود
إلى الوعد المنشود
إلى الربّ المعبود
فملكتْ قلوبهم الفرحةُ
و غمرتْ نفوسهم الوعود
فبانت الأفراح
و هي تسير حشوداً حشود
قدّموا له الهدايا
التي حملوها على البنود
وغيّروا طريقَهم
و السعادةُ في قلوبهم صعود
لأن عيونهم تكحّلت
بمرأى ملك اليهود
في مذود صغيرٍ و محدود.
عانى (هيرودس) من وهمه
و اكتوى بحزنه المردود
فكانت مشيئةُ الربّ
الذي قهرَ قوى العنف
و على الرايات و البنود
لكي يسودَ السلامُ
فهو وحدُهُ
طريقُ الخلود.