
05-08-2007, 11:07 PM
|
Super-User
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 255
|
|
رثاء للمرحوم أبو فؤاد زاديكة
بشم آبو وبرو روحو قاديشو حاد آلوهو شاريرو آمين
ما أفظع لحظة الموت! تخيف سامعيها،تقشقع بدن معاينيها.
لحظة رهيبة ترهب الإنسان وتغيره.
الموت سطوة كبيرة على الإنسان يجرح القلب ويمزق الأعصاب ويجمد العقل ويسيل الدموع.
يا لها من لحظة صعبة وأليمة، يالها من بؤرة عميقة بلا حدود في قلوب لاذغيها.
فالموت رحلة طويلا بدون رجوع، يغادر فيها الإنسان ويودع وداعا ابديا.
فكيف يكون في هذه اللحظة العصيبة أن يفقد الإنسان أغلى ما لدية، هذا الذي انجبه إلى هذه الحياة، فقدان الأب.
نعم فقدان الأب وبعده عن الانظار هو صعب جدا جدا ولا يستطيع أحد ان يحس به إلا بعد ان يتجرب هو بنفسه.
انها للحظة جدا صعبة وأنا عشتها في طفولتي عندما فقدت والدي ولي من العمر أقل من احد عشرة سنة.
لكن يا أخوتي وبحسب تعاليمنا نحن المسيحيين:المؤمن لا يموت بل يرقد على رجاء القيامة بربنا يسوع المسيح.
بموت المسيح على الصليب وقيامته من بين الأموات، انتصر على الموت وحوله من موت ابدي إلى رقاد ونوم طويل وثبات سكين. فهذا هو عزائنا وصبرنا.
نناديك يا رب السماء والأرض بكل قوانا العقلية والجسدية: انظر إلى شعبك المؤمن الأمين ولا تدخلة في تجربة،
وتنعم علينا واوهبنا من لدن مراحمك الراحمة والقوة لفهم كلمة الموت الذي يخيم على فكرنا نحن البشر.
كان سماع خبر فقدان والد صديقنا الغالي الملفونو فؤاد زاديكة العم كبرو حنا زاديكة الذي انتقل من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الابدية. لكن موته كان متوقعا من صداء مرضه في الفترة الاخيرة من أيام حياته، لكن الأعمار هي بيد خالقها، هو وحده يعطي وهو الوحيد الذي يأخذ، وهو الوحيد الذي يعلم في أي ساعة وأي لحظة يرسل ملاكه السماوي إلى الإنسان.
هو الذي قال لنا: تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم.
من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله الحياة الأبدية.
متمنين أن يكون فقيدنا العم كبرو قد سمع كلام الرب يسوع المسيح وأدى واجبه المستحق اتجاه مجتمعه وكنيسته وأبناء شعبه. اليوميستريح العم كبرو من أتعابه، أتعاب الحياة الأرضية وأثقالها وهمومها وأمراضها.
فالرب قد شفاه شفاء أبدي بدون تعب وعذاب وألم.
رحل العم كبرو من هذه الحياة عله قد أدى رسالته الأرضية وأن يكون راضيا عنه خالقه، مناديا إياه:
تعالى إلي أيها الأمين، أيها العبد الصالح، كنت أمين على القليل فأقيمك على الكثير.
أخوتي الأعزاء
تربطني علاقة قوية بعائلة العم كبرو فأولاده الصديق العزيز فهمي الذي عشنا ايام الطفولة والشباب معا في المدرسة والشارع وكذلك مع الملفونو فؤاد كانت تربطنا علاقة قوية جدا وذلك منذ فترة طويلة وأنا اتذكرها وكنت وقتها طفلا صغير، فكان الصديق الغالي فؤاد احد اشطر وانشط الطلاب عند والدي الأستاذ المرحوم حنا شيعا وكذلك عندما كان يلعب في فريق نينوى للاشبال (شباب الرافدين) في فترة الستينات من القرن المنصرم، وهو بذاته الأستاذ فؤاد كتب عن هذه العلاقة وارتباطه بعائلتنا في كتاباته الموجودة على موقعه النشيط موقع فؤاد زاديكة. وكما أيضا تربطني علاقلات مع الاخ الياس وكانت أيضا مع المرحوم الشاب جوزيف رحمه الله اسكنه فسيح جناته، اعتبر جميع أبناء عائلة زاديكة قريبين إلى قلوبنا.
أخوتي الأعزاء
لا يخفي على احد مكانة العم كبرو زاديكي المشهور بالبوز والخرط فكانت تتقاطر على دكانه من كل مكان من كل حارات ديريكنا الحبيبة، هذا الدكان المشهور والذي كان يعتبر من اقدم وأوائل دكاكين المشروبات في ديريك. وكما أيضا لم ننسى وجوده وتزينه في أيام شهير برا بيث (برا بيصا) الذي كان يسهر الليل وفي شدة الحر يقف ويبيع البوز والخرط للزوار المؤمنين. فكان يعطي رونق وجمال لهذا الشيهر.
وإذا تطرقت ولو قليلا إلى التااريخ أيام صداقة العم كبرو زاديكة مع عمي اسحق شيعا أيام الشباب أيام خدمتهما خدمة العلم مع الجيش الانكليزي، فكانا صديقين حميمين جدا وقاما معا بالكثير من التحركات في ذلك الفترة. وأيضا أن كلاهما عاشا في قرية برا بيث ويعتبران من العائلات الاوائل الذين سكنا قرية برا بيث (طبعا بعد الحرب العالمية الأولى أي بعد هجرة أبناء شعبنا من آزخ ونزوحه إلى تحت الخط).
باسمي وباسم عائلتي وجميع آل شيعا في الوطن وفي بلاد المهجر نتقدم باحر التعازي القلبة لزوجة المرحوم حانة قرياقس أم فؤاد التي نطلب لها من الله أن يعطيها الصبر والقوة على تحمل هذا المصاب وهذه الوحدة التي خسرت شريك حياتها وصديق عمرها فلها الصبر والسلوان، وان يصبرها الله في بقية ايام حياتها. ولكم يا احبائي يا اصدقائي الغوالي الملفونو فؤاد ابو نبيل وأم نبيل والاخ الياس والصديق الغالي فهمي والأخ أديب وجورج والأخت فهيمه وجورجيت مع عوائلكم وازواجكم، وإلى جميع آل زاديكة وآل قرياقس نطلب من الله ان يلهمكم الصبر والسلوان.
لنرفع أيدينا إلى الرب القدير فادينا يسوع المسيح ونطلب منه ساجدين بكل خشوع واحترام أن يقبل العم كبرو في حظيرته الواسعة بين الأبرار والصالحين.
يا رب بارك وأحفظ شعبك المؤمن في كل مكان، وأعطي الصبر لكل قلب جريح، وأن تزيل دمعة الحزن من العيون، راجين منك الرحمة والشفقة والمعونة إلى الآبد.
لنودع الفقيد العم كبرو أبو فؤاد الوداع الأخير
أيها الشمعة التي أنطفئ نورها من أمام عيون زوجته التي تركها وحيدة ومن بين أولاده وبناته ومعارفه وأصدقائه.
وداعا يا ايها العم كبرو أنت لم تمت بل ذكراك باقي حي بيننا
وداعا أخير أيها العزيز إلى مثواك الأخير
نم قرير العين بهناء وصفاء في حضن ربك الأمين
آمين
الدكتور جبرائيل حنا شيعا
ألمانيا – بيبرى 05.08.2007
|