يا موجةَ الشّرِّ
يا موجةَ الشّرِّ قد أثقلتِ دنيانا
فاستفردَ البغيُ ثعباناً و قرصانا
قد أتعبَ الكونَ فيما جاءهُ ألماً
و أثقلَ الظّهرَ أدمى القلبَ أحزانا.
يا موجةَ الشّرّ هل تجنينَ فائدةً
تأتين قتلاً و قد جدتيهِ إتقانا؟
الحبُّ خيرٌ لماذا لا يُغازلكِ
يوماً هواهُ لكي تأتيهِ فنّانا؟
و الحبُّ روحٌ من الخلاّقِ لؤلؤةٌ
قد أبدعَ اللّهُ في صنعِ لها زانَ!
والشّرُّ وحيٌ من الشّيطانِ ينفثُهُ
سمُّ الإساءةِ أشكالاً و ألوانا
في الشّرّ موتٌ لروحِ الحقِّ و الأملِ
في الخيرِ تلقى من الأسحارِ بستانا
في الخير تلقى طيورَ الرّفقِ حائمةً
تشدو حنينَ الهوى عذباً و رنّانا
و العينُ تعشقُ حينَ الطّيبُ يدفعها
حسنَ الرّياضِ صفا ورداً و ريحانا.
يا موجةَ الشّرّ كفّي عن تواصلكِ
أنت البلاءُ الذي يختالُ نشوانَ
يا موجةَ الشّرّ صيري نخلةً سَمُقَتْ
للبِشْرِ تدعو و لا تحتالُ إعلانا
فالخيرُ يبني قلوبَ النّاس مرحمةً
يستعذبُ النّفسَ إحساناً و إيمانا
و الخيرُ يبقى جلالَ اللّه نعبدُهُ
في رقّةِ الشّعرِ أنغاماً و ألحانا
و الخيرُ خَلْقٌ على ما فيه متّسعٌ
لا ينشرُ البُغضَ بين النّاس عدوانا
الخيرُ حبٌّ و إخلاصٌ و تضحيةٌ
و الخيرُ سلمٌ يجيءُ الجارُ جيرانَ
يا موجةَ الشّرّ كوني رحمةً فعسى
يأتيكِ ربّي على ما جئتِ غُفرانا!