فعلا أخي أثرو فإن القصص التي تروى عن المغفّلين كثيرة و شيّقة و فيها أحيانا حكمة و يصحّ تماماً المثل القائل: خذ الحكمة من أفواه المجانين! و لدينا في ديريك قصة تروى عن شخص كان يدعى (ابراهيم) و كان هذا الرجل أزخينيّا يعمل في فلاحة أرضه و زراعتها بما كان يتيسّر له. و ذات يوم أفاق صباحا من نومه مثل كلّ يوم و حمل المحراث على كتفه ليذهب إلى الحقل و فيما هو في طريقه خطر بباله أنه نسي محراثه في البيت فيما كان المحراث فوق كتفه و هو ممسك به. و عندما عاد إلى البيت و همّ بالدخول إلى المكان الذي يضع فيه عادة محراثه و ما يلزم من عدّة الفلاحة ارتطم المحراث الذي على كتفه بالباب فشعر عندئذ أن المحراث هو معه. و منذ ذلك اليوم و بعدما عرفت قصته و انتشر خبر هذه الطرفة الظريفة صار يطلق عليه الناس لقب (برهو الغيفي) أي ابراهيم الغافي و لغاية هذا اليوم بقي اللقب يدلّ عليه.
كما تروى قصة حقيقة في آزخ عن رجل مهمل لم يكن أحد يتحدث عنه لا بحسن و لا بسيّيء وقد ساءه ذلك كثيراً. إنه يعيش بين الناس و في هذه البلدة لكنه يعيش نكرة لا أحد يذكر اسمه أو يتحدث عنه بأي شيء. فخطرت على باله فكرة يستطيع من خلالها أن يلفت انتباه الناس إليه و يصير موضع أحاديثهم و تنكيتهم فذهب ذات يوم في الصباح الباكر إلى عين آزخ و كانت هي العين الوحيدة التي كانت نساء آزخ تذهبن إليها لملء جرارهن بالماء منها لتأمين المياه اللازمة للشرب ول لطبخ و لغسيل هذا اليوم. انتظر الرجل إلى أن رأى جمعاً من النسوة قادمات إلى العين و حين اقتربن منه جلس بجانب العين و تغوّط (خِري) فحين رأت النسوة ذلك العمل الشنيع هربن عائدات إلى بيوتهن و أعلمن الأهالي بما جرى فصار اسم هذا الشخص المغفل منذ ذلك اليوم على كلّ لسان و شفة في بلدة آزخ و ما جاورها من بلدات و لغاية هذا اليوم يضرب به المثل فيقال: ما كان له اسم راح خري قدّام العين سوالو اسم.
شكرا لموضوعك الجميل.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 15-07-2007 الساعة 10:04 PM
|