أحبّي فؤادي!
أحبّي فؤادي فإنّ الرّحيلْ
قريبٌ قريبٌ تبقّى القليلْ
تعالي نعيشُ الحياةَ ابتداءً
بعشقِ الجمالِ و شوقِ الأصيلْ.
حَلُمتُ بأنّي ربيعُ الحياةِ
و أنتِ زهوري و وردي الجميلْ
حَلُمْتُ بأنّ الخمورَ اشتهائي
و منكِ الشّفاهُ بعذبٍ تسيلْ
فعمري سرابٌ يضيعُ الرّجاءُ
و صبري ضعيفٌ و ليلي ثقيلْ
و صبحي بلاءٌ و صمتي شقاءٌ
و وجدي شهيدٌ و همسي ذليلْ!
حَلُمْتُ بأنّي أخوضُ العِراكَ
و إنّي رمادٌ و ما مِنْ مُعيلْ
سئمتُ حياتي و حلمي البليدَ
و شئتُ ولوجاً إلى المستحيلْ!
حَلُمتُ و لكنّ حلمي ضياعٌ
و وقدي شحوبٌ كضوءٍ هزيلْ
صرختُ أناجي أنادي أهادي
فأضنى صراخي و كلُّ العويلْ.
شقاءٌ مُقيمٌ فتهتُ أعاني
أقاسي و أنتِ هواكِ الدّليلْ
و أنتِ رضاكِ بعينيّ رضاكِ
يقيناً يُريني سواءَ السّبيلْ!
فهلْ يبقى حبّي شريدَ المعاني
أسيرَ المباني لهمٍّ طويلْ؟
تعالي أزيلي سرابَ احتلامي
و حلّي هناءً بعطفِ النّخيلْ
كشمسٍ بليلي و أنسٍ لسأمي
هواكِ الحبيبُ هواكِ العليلْ!
فكانت يداكِ بما في يديكِ
حناناً و حبّاً أتاني البديلْ
و حينَ استعدتُ هدوءًا لنفسي
سعيتُ إليكِ بعشقي أميلْ
فأنتِ يقيني و أنتِ وجودي
و أنتِ رجائي و أغلى خليلْ!