ألهج بالكلام الروحي ..!
ألهج بالكلام الروحي..!
( لا يبرح يبرح سفر هذه الشريعة من فمك ، بل تلهج فيه نهارا ً وليلا ً - يشوع 1 : 8 )
نعم هذا الكلام موجه لكل مؤمن ..
فلكي يحصل جسدنا على الغذاء الضروري لنموه ، يجب أن تهضم معدتنا الطعام ، وعملية الهضم هذه تبدأ بمضغ الطعام جيدا َ ...
إنّ نفس العملية تنطبق على طعامنا الروحي الذي هو كلمة الله ، بحيث يجب علينا أن نهضم الحق الكتابي بطريقة دقيقة وبنوعيّة .
إنّ الحيوانات المجترّة كالبقر والغنم تعطينا تفسيرا ً مناسبا ً لفهم ما نتكلّم به هنا ...أنا متأكد بأنّ أكثرنا قد رأى بقرة ترعى ، أو تربض تحت ظل شجرة ما ، وهي بلا شك كانت تمضغ ببطء الطعام الذي كان في فمها ...
عند البقر وكل حيوان مجترّ جيب خاص داخل معدته ، يخزّن فيه الطعام ومن ثم يعيده عند الحاجة إلى فمه ويمضغه مرّة أخرى ، وبهذا الشكل يستفيد الحيوان المجتر من طعامه إستفادة كليّة .
يستعمل كاتب سفر - يشوع - كلمة ( تلهج ) مما يعني بتعبير آخر أنه علينا أن نجترّ كلام الله مرّة بعد المرّة ، في النهار كما في الليل ، في عقولنا وفي أذهاننا وفي قلوبنا ، مستمدّين منها كل إفادة روحية .
ففي كل مرة نقرأ الكتاب المقدس ونتأمل بحقائقه يخبرنا الروح القدس عن أخطاءنا ، ويطمئننا عن غفران الله لعصياننا ، ويجدّد عهودنا معه ويرسّخ رجاءنا بشخصه ، ويقود خطواتنا ، ويعطينا الشجاعة لمواجهة المعارك الروحية التي قد نصادفها ..!
أجل .. المسيحي الحقيقي هو الذي يمضغ جيدا ، بل يجترّ على كلمة الله بلا انقطاع .
لأنّ النفس الشبعانة هي التي تقرأ كلمة الله وتلهج فيها بلا انقطاع .
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض ابو سلام
|