شكرا لك على هذا الموضوع الجميل و ثق يا عزيزي أثرو أن الحياة تصير مملّة جدا و رتيبة لا معنى لها و لا قيمة متى سارت على هذا النحو بل مقرفة. فهل يمكن أن يكون الزواج ساحة صراع بين الزوجين؟ أم أنه ساحة واسعة من الثقة و حسن النوايا و الرحمة؟ إن الخيانة الزوجية كثيرة الحصول في المجتمعات و خاصة الغربية لأنها تنكشف بسرعة فيما تبقى في مجتمعاتنا قيد الكتمان و السرّ خوفا من الفضيحة أو غير ذلك من الأسباب. باعتقادي أن الحياة الزوجية متى دخلها الشك و انعدمت الثقة عليها أن تنتهي فوراً لأن الاستمرار فيها هو ضرب من الغباء و من الخداع و من الضحك على النفس و الآخر. لا توجد مشكلة في العالم لا حلّ لها متى توفّرت النوايا السليمة و متى تمّ الرجوع إلى العقل بما يحكم به. قد تكون لكل منا شطحات فكرية أو هفوات لكن أن تتبلور إلى واقع و ممارسة فيه خيانة زوجية و جرح لكرامة الزوج أو الزوجة فإنه عمل فظيع لا يمكن السكوت عنه و من الضروري التعامل معه بسرعة في وضع حلول ناجعة و معرفة الأسباب الداعية إلى مثل هذا التصرف من أيّ من الطرفين و لكن بتوخّي الحذر و عدم جرح المشاعر و علو نبرة الخصام و اشتداد وطيس الحرب الكلامية و التهجمات التي تزيد الموقف صعوبة. على الزوجين أن يسعيا إلى التعامل بصدق و وفاء و أمانة كلّ تجاه الآخر و بهذا سيقضى على عمل هذه الشركات التي تخترع مثل هذه الأجهزة و جلّ غايتها السعي وراء المرابح الماديّة. لكن أن تدخل هذه الأجهزة ضمن اختصاصات التجسس و السياسة فهذا لا شأن لنا به كأزواج. فالسياسة عالم واسع و مليء بالمخاطر و الأهوال و النفاق و المخادعة و الكذب و لن تفيد معها أية أجهزة مهما بلغت من الدقة فالعقل البشري يكون الأذكى على الدوام و هو الذي يخترع مثل هذه الأجهزة و ليست هي التي تخترع عقل الإنسان!!!!
__________________
fouad.hanna@online.de
|