كل المحبّة و الشّكر و الثناء لك يا حبيبتي أم نبيل على مرورك العذب هذا و كلماتك الرقيقة و الشجيّة و صورتك التي أثارت فيّ ذكريات الألم و الوجع و الحنين فجاءت تلد هذه الأبيات و قد صرت أنت وحيها و سبب ولادتها ولك وردة محبتي وإخلاصي:
تذكرتُ قبور الأقدمينَ
و عاينتُ سطورَ الراحلينَ
و أوغلتُ عميقاً في فؤادي
فكان الحبّ يدميني أنينا
لقد ماتوا و ظلّت دون أهلٍ
قبورٌ منهمُ تشكو الحنينَ
و أديارٌ تنادي أين أنتم؟
ضربتم في البراري تائهينَ
تركتم حلمكم يذوي و يمضي
ولم يلقَ من الناس المعينَ
لماذا يا أحبّائي هجرتم
ديار الخير بتّم حالمينَ
بما يروي خيالات الحياة
و تبقى الروحُ تنعي الأوّلينَ؟
قضينا العمر في حبّ و رفقٍ
فأجدادٌ لكم لم يتركونا
و ها أنتم مضيتم في طريقٍ
و صرتم عن هوانا عازفينَ
كأنّ الدّيرَ باتَ اليومَ قبرٌ
و أنّ لذةَ الدنيا ترونَ.
تعالوا إنّنا و الشّوق منّا
بحورٌ موجها لن يستكينَ
لقد أبقى على عهد جدودٌ
و آباءٌ و أنتم لا ترونا
سوى أحجار بادت دون ذكرٍ
فهل هذا وفاءٌ تقصدونَ؟
جراحُ القلب فاضتْ من دماءٍ
و أوجاعٍ أتتْ حزناً دفينا
أعيدوا ما هدمتم في رحيلٍ
فإنّ الرّبَ يدعوا أن يكونَ
قدومٌ عاجلٌ فيه ارتياحٌ
و نرجو أن تَعُوا أو تفهمونا!