أخي جوزيف لا أحد يأمل في أن تنشب حرب أهلية في لبنان لكن و بصدق فإنّ الأوضاع ليست على ما يرام البتة. و يمكن لأية شرارة طائشة مقصودة أو غير مقصودة من أحد طرفي النزاع الكبيرين المتمثّل في الموالاة و المعارضة أن يجعل هذه الحرب قائمة في أية لحظة على الرغم من قول الجميع بأن مثل هذه الفكرة مستبعدة لكنّ الشيطان شاطر كما يقول المثل. الحرب السياسية و الجدل السياسي قائم منذ وقت غير قصير و جميع الميليشيات تتسلّح على ما تحدّث عنه صراحة الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً. الحرب السياسية قائمة إذن و الحرب العسكرية قد تكون امتدادا لهذه الحرب السياسية لأنّ أيدٍ غريبة خارجية تتلاعب بالشّأن اللبناني الداخلي و لا تساهم في العمل على استقراره لتحقيق مكاسب سياسية معيّنة لم تعد خافية على أحد. إننا نصلي من قلوبنا و نحن نزرع الكثير من الأمل على ألا تقع مثل هذه الحرب فستكون هذه المرة مدمرة وليست كالحرب الأهلية الأخيرة التي وقعت في أواسط الثمانيات من القرن الماضي. آمل ألا تقع الحرب لكنّ نذرها السيّئة تلوح في الأفق غير البعيد. سترك يا ربّ!
__________________
fouad.hanna@online.de
|