سبلُ النجاة من متاعب الحياة
تعبتُ لم يعدْ للجسمِ حَيلُ
و زادَ الكمُّ من همّي و ويلُ
فأعصابي هرتها المشكلاتُ
كأنّي نملةٌ و الدّهرُ فيلُ
عراكٌ في عراكٍ كلّ يومٍ
و حزنٌ هادرُ الأعباءِ ويلُ
إذا وافى صباحٌ غرُّ أشقى
و أشقى عندما يطويني ليلُ
حياةُ المرءِ أمستْ في عُبابٍ
كثيرِ الموجِ و الويلاتُ سيلُ
فبلوى حيرةٍ يشتدُّ منها
وَطيسُ العزمِ أوجاعي يطيلُ
و خوفٌ منه أنيابٌ حِدادٌ
تقضُّ مضجعي لا تستقيلُ
و إنْ عشتُ كمخلوقٍ هدوءاً
يسيراً نابني قالٌ و قيلُ!
تعبتُ كلّما صوّبتُ وجهي
و حدّقتُ مليّاً لا أميلُ
إلى شؤمٍ و لكنْ ما أراهُ
من الإحباطِ صدقاً ما قليلُ
فكلّ المعطياتِ اليوم تبدو
قوى شرٍّ إلى ضعفٍ تحيلُ.
أتانا ربُّنا الخلقَ الجليلَ
فلمْ يبقَ من الخلقِ الجليلُ
حياةُ المرءِ تسقيهِ العذابَ
و عندي فيما أعنيه الدّليلُ
يُصادُ المرءُ في إغراءِ حسنٍ
و في مالٍ و سلطانٍ يزولُ
يحارُ النّاسُ كيفَ الوضعُ يجري
و هذا الدّهرُ إبليسٌ وبيلُ.
علاجُ الهمّ لا يبدو عسيراً
إذا عاينتَ بل فيه البديلُ.
متى شئتمْ صلاحَ النّفسِ هبّوا
إلى الإيمانِ و التّقوى. أطيلوا
من التهذيبِ في منحىً أمينٍ
يكونُ الحبُّ فيهِ و الفضيلُ
متى الإيمانُ فاضَ النّورُ منه
فإنّ المرءَ مخلوقٌ جميلُ
فلنْ تبقى بدربٍ منه بلوى
و لا شكوى يزولُ المستحيلُ!