عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-05-2007, 03:46 AM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي أخي أثرو - أعزّائي الغوالي ..

تحياتي أخي وديع


الجزء الثاني من المقابله


س_1


كلٌ منا تمر بحياته أيام وربما سنوات يتمنى أنتطول لآنها أيام جميله وتبقى في الذاكره ؛ والعكس أيضاً صحيح إذ تمر علينا سنواتنتمنى لو استطعنا أن نُلغيها من حياتنا


فهل مرت على أبوسلام تلك المراحل في حياته وهل لك أن تذكر لنا شيئاً منها ؟؟؟


ج1- آآآآه يا أخي أثرو .. لو رجعت ُ طفلا ً لطلبت ُ من الله ألاّ يجعلني أن أكبر وأتذكّر ..! لأنّه ..
ليس هناك أسعد من حياة – ديك الحبش – في الوجود( العلوك - باللهجة الأزخينية ) لأنّه أغبى الكائنات على الإطلاق ..!
أجل : ولا شكّ بأنّ لكل إنسان أيامه وسنين حياته منذ الولادة مرورا ً بالطفولة والشباب والرجولة و.و.و.حتى القبر . وإن لهذه المحطّات من العمر لها أتراحها وأفراحها وأكرّر إنّ أسعد الناس هم الأغبياء والحمير...
فوديع القس : منذ أن بدأ بسنّ الشباب لم يتذكّر ُ يوما ً في حياته بإنّه كان َ سعيدا ً حتى سن الأربعين من العمر تقريبا ً ، وقد لا تصدّق هذا ولا يصدّقه أقرب المقرّبين لوديع القس لماذا ..؟لأن الناس كانوا ينظرون إليه كأمبراطور زمانه لا ينقصه شيء في الحياة ..ينظرونه ملاّكا ً وذو أموال ورثها عن جدّه ووالده وموظف ّ ومثقف ٌ وبقي وحيدا ً في البيت يجول ُ ويصول كما يريد ومتى يريد ومنظره غالبا ًو بلباسه الأنيق ويافطته المعتادة وهدوءه وأكله وشربه ويا لها من حياة ٍ سعيدة ٍ يعيشها هذا الشخص ...ولكنّ الذي ينظر من الخارج يرى كؤوس الراح وبسمات الفرح والألبسة الفاخرة والأطعمة اللذيذة في المتنزهات وكانوا يقولون لي :كثيرا جملة : ( غيرك ما أكل الدنيا - لا وراك ولا قدامك ).. ولكن العكس في الداخل كان هو الحقيقة ..
أجل كل ما ذكرتهُ كان متوفرا ً .. ولكن كلّ إبتسامة ٍ كُنت ُ أخفي وراءها بحارا ً من الدموع ، ووراء كلّ كأس ٍ من الخمر غصّة ٌ لها قصة وألم ، ووراء كلّ إمبراطورية ٍ وفرح كان هناك انهزام ٌ مدمّر ٌ وترح ٍ مهدِّم، ووراء كل ضحكة ٍ وقهقهة كان القلب يذوب كالشمع محترقا ً من الألم ..! يقول الحكيم سليمان : ساخرا ً من الحياة وأنا معه –( كنت ُ راعيا ً ولم أكن مرتاحا ومسرورا ً ، وأصبحت ُ ملكا ً ولم أكن مسرورا ً ، كنت ُ فقيرا ً ولم أكن مسرورا ً وأصبحت ُ أملك الأرض وكنوزها ولم أكن سعيدا ً ، كنت ُ أعزبا ً ولم اكن سعيدا ً وتزوجت ُ حتى الألف إمرأة 700 من الملكات و300 من الجاريات ولم أكن ولن اكون سعيدا ً ومسرورا ً فكلّ شيءٍ تحت الشمس هو باطل ُ الأباطيل وقبض الريح )–وصدق في قوله .
القلب يا أخي أثرو: هو المكان الذي يقطنه الله ويعرفه الله وما البشر سوى ناظرون إلى المظهر الخارجي ويحكمون عليه فقط دون الدخول إلى بواطن القلوب والكلى ..
لم أكن مستقرّا ً في أي شيء إلاّ بعد أن زلق الله رجلي في يوم ٍ من الأيام لأسقط على رأسي مغما ً عليّ من السطح وبقيت ُ في المُستشفى تسعة أيام في العناية المشدّدة – عام 1994 – وكنت ُ بنفس الليلة قبل السقوط ذاهبا ً إلى إحدى الكنائس لسماع – وعظة من قس غريب عن البلد وكان الوعد بيني وبينه اللقاء في البيت والعشاء معا ً هو وبعض الأصدقاء لكنّه ُ تأخر ولم يأت ِ .. ورحل الأصدقاء أيضا ً معه والتزموا بموعد ٍ آخر ولم أره منذ ذلك الوقت وجها ً لوجه حتى الآن.. وفي نفس اليوم بعد منتصف الليل وقع الحادث .. وبعد خروجي من المستشفى ونهوضي من الموت المُحتّم – علّمني ذاك السقوط بأنّ عظمة المرء تظهر إذا سقط عندما ينهض ويعرف كيف ينهض ..؟
ففكرت ُ بعد تلك الحادثة أن أرتّب بعضا ً من أشلاء وديع القس الممزقة في كل الشوارع والطرقات والتي لا يعرفها أحد لأتحوّل إلى دراسة كتاب الحياة .. وأترك ما هو أرضي ولكن لم أحزم الأمر فورا ً وكان بفواصل نحو الأفضل بقوة ٍ أرادها الله دون أن أعلم ومن ثم ّ فكّرت ُ بالاستقرار والزواج ..

والزواج والحمد لله الذي رتّب الأمور كما أرادها هو لا أنا ..ورغم فارق السن بأكثر من 15 عام بيني وبين زوجتي بنت الحلال – كلير فؤاد شمّاس – وهي معلمة- كان لها الفضل الثاني بعد الله ليعرف وديع القس نفسه ويعرفه ُ الناس إنسانا ً غير عادي وأكبر ممّا كانوا يتوقعونه ...وبوجودها إلى جانبي ساعدتني بأمور ٍ كثيرة كنت ُ مُخطئا ً فيها ، وهي أيضا ً إنسانة مؤمنة ومربية صالحة ووصفي لها لا يجوز كونها زوجتي لكنها الحقيقة .
وأعتقد الجواب صار سهلا ً علي ّ وعليك فالماضي لا أتمنى ذكره لأنّه كان عذابا ً واخطاء ً وعثرات إن لم أقل عدما ً وأدرجته ُ الرياح في لفائف الزمن والإنهيار دون رجعة ..لكنّه كان تجربة قوية صقلتني بكثير من المعرفة من خلال التجارب ، وكما ذكرت ُ لك آنفا ً – المعدن ُ لا يظهر إلاّ بالنار – هكذا الإنسان لا يُعرف ُ إلاّ بالتجارب . والحاضر أنا مرتاح ٌ به مع الله وعائلتي وأهلي ومجتمعي وأتمنى أن يرتقي نحو الأفضل .


س_2


هل لأبو سلام أماني كان ولا زال يتمنى أنتتحقق؟؟؟


ج2- لا شكّ إنّ لكل إنسان آمالٍ وأمان ٍ يتمنى الحصول ُ عليها أو على الأقل يتمنى أن يراها تتحقق ..فبالنسبة لي وبكل أمانة وصدق أقولها :
إنّني لا أطمح لا بمال ٍ ولا بمنصب ٍ إن لم يكن هذا المال أو المنصب أو الأمل مشتركا ً مع الجميع .. والشيء الأهم الذي أريده أولا ً لوطني وثانيا ً للعالم أجمع أن يحلّ السلام بين بني البشر، وأن يكون جميع البشر متساوون في الحقوق والواجبات أمام الله وعدالته وأمام القانون العادل وألاّ أرى جائعا ً ومحروما ً من حقوقه على سطح المعمورة ..لأنّنا كلنا غرباء على هذه الأرض ، وعاجلا ً أم آجلا ً سنموت كما يموت العبد والحرّْ
ولا فرق هناك بين الغنى والفقرْ.. إن سُمح لك قطعة أرض ٍ للقبرْ..؟
س_3




كلمه تود أن توجيههاللمغتربين


ج3- اعذرني أخي أثرو .. أنا لا أعدّهم مغتربين ..! أنا أعدّ أجسادهم بعيدة ومغتربة ، ولكن قلوبهم وأذهانهم وأفكارهم وإن تخللتها بعض التغيّرات الشكلية فهي موجودة في الوطن الأم بكل مافيه من مشاعر ومهما كان نوع أحاسيسهم ( باستثناء الأطفال ) لأنّ الأنزيم الروحي مهما حاول المُغترب كما تسميه سيبقى متعلّقا ً في الأصل ..وذكّرتني بقصة – يوميات نائب في الأرياف- .للكاتب العملاق توفيق الحكيم حين يقول : إذا وضعت َ قبّعة ً على رأس أي أجنبي في لندن أو باريس أو نيويورك لن يبقى إلاّ أجنبي ..؟
وأتمنى من المُغتربين كما تسميهم ...أن يكونوا في رحلة مؤقتة مريحة للإستطلاع وأن يبقى حب الوطن الأم هو الأم والعودة إلى حضنها الدافىء ..وإن صعب على البعض هذا الكلام ولا شكّ في ذلك ،أتمنى أن يبقوا هذا البعض على اتصال روحي معنوي اقتصادي إنساني بمعنى الإنسانية نحو وطنهم وإخوانهم ..
لأنّ أخي أثرو ..لو أصبحت َ ملكا ً في الغرب ستبقى تنظر ُ إلى الشرق وستبقى شرقيا ً ومهما يلمّع الإنسان روعة الغرب يسحقه حنين الشرق .
وسيبقى الشرقي في عيون الغربيين شرقيا ً ومن الدرجة الثانية مهما تبجّح وتغطرس بمعاني الديمقراطية .
وصدّقني ولا أملك مؤهلات المبالغة والتزييف والحمد لله – لقمة في اعتزاز بفقر خير لي من أن أتطفّل َ على حضارة الغير الذي يحتقرني عندما أذهب ُ إليه مُتطفّلا ً – رغم إنّني أتمنى أن أزور الغرب وأعيش ُ فيه كيلا تقول عنّي مزاودا ً ، لكن قلبي لن يكون َ هناك .


س_4


ما رأيك في منتدى (المحبه)فؤاد زاديكه هل لك ملاحظات تود أن تذكرها

ج4- منتدى – المحبة زاديكة :
منتدى أحببتهُ وهو منتدى يضم ّ باقة ممتازة من الكتّاب والشعراء وفي جميع المجالات والأخ فؤاد بغنى عن التعريف فهو موقع كامل بعلمه وشعره وكتاباته وكلّ الأعضاء أحترمهم وهم أهلي وأصدقائي وأتمنى لهم كل التوفيق والرقي أكثر فأكثر.. ولكن لي ملاحظة وهي :
إنّكم تنتقدون كثيرا ً ، ويصل ُ بالبعض الانتقاد إلى درجة غير مقبولة بتجاوزهم مشاعر الغير ، وسياسة الغير ، وهذا ينعكس سلبا ً على موقعكم ويؤثّر على أصدقائكم .. ويجب على الإنسان ألاّ يجرح مشاعر الغير مهما كانت ولا يدين سياسة الغير كيفما كانت ..فالله هو الذي قال : - أنا الديّان .. لا تدينوا كي لا تُدانوا .
كل إنسان حر في عقيدته ومبدئه ومذهبه وسياسته الذي يختاره والله هو الذي يحاسبه لا أنا ..وقال السيد المسيح لبيلاطس البنطي : إنّك غير ُ قادر ٍ أن تحاسبني إن لم تُعطى قوّة من فوق – أي من الله ..وقال : احترموا السلطات الزمنية والروحية لأنّها ترتيب من الله ، ومَن خالف السلطان خالف َ ترتيب الله .
فأتمنى كما أحبّ أن أسمي منتدى زاديكة ( منتدى المحبة ) أن تكون المحبة في كل مجال من مجالات الحياة فيه لأنّ روح الرب قال – المحبة لا تسقط أبدا ً .







س5-هل هناك سؤال محدد تمنيت أن أسألك لك ....وما هوإن وجد مع الإجابه عليه لو سمحت



ج5- نعم :كثير من الأسئلة كان بودّي أن تسألها لي ...فمثلا ً كنت ُ أتوقّع منك َ أن تسأل : لماذا لم يكتب وديع القس قصة أو خاطرة أو قصيدة شعرية أو نثرية عن الحب ..أو ما هي أصعب فترة في حياتك مررت َبها ..أو أسعد َ فترة مررت َ بها ..؟ أو كيف تعيش ..؟ وأ..وأ..الخ
والجواب لايُعطى بدون سؤال ..؟
س_6




كلمه أخيره تود قولها




ج6- لا شيء يكلّف مثل المحبّة ... ما عدا عدم المحبّة ..؟
وليس من ضمانات بأنّها ستُبادل بالمِثل ..! غير أنّ الله يظلّ ُ يحبّ ، وبقوّته نستطيع أن نتمثَّل به ..؟
ويؤكّد هذا الكلام الرسول بولس بقوله : -الله محبّة ومن ثبت َ في المحبّة ثبت ً في الله والله فيه .
وروح الرب معكم .
أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكم وديع القس
شكري الجزيل لأبو سلام لتجاوبهمعنا ولتقبله إجراء المقابله




متمنياً لك دوام الصحهوالعافيه


والرب يحفظك من كل مكروه



أخوكم اثرو


__________________


المسيح قام .....حقاًقام



__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس