إحدى أشعار قداسة البابا شنودة وما أكثرها وأعذبها ...
إحدى أشعار قداسة البابا شنودة وما أكثرها وأعذبها ...
تقديم لموضوع القصيدة من سفر التكوين :
وكانَ يوسُفُ حسَنَ الهَيئةِ وجميلَ المَنظرِ. فحَدَثَ بَعدَ ذلِكَ أنَّ اَمرأةَ سيّدِهِ رفَعَت عينَيها إليهِ وقالتِ: «إضْطَجعْ معي!» فرَفَضَ وقالَ لها: «سيِّدي لا يعرِفُ شيئًا مِمَّا في البَيتِ، وكُلُّ ما يَملِكُهُ اَئتَمَنَني علَيه. لا أحدَ في هذا البَيتِ أعظَمُ منِّي إلاَ سيِّدي،وسيِّدي لم يَمنَعْ عنِّي شيئًا غيرَكِ لأنَّكِ اَمْرَأته، فكيفَ أفعَلُ هذِهِ السَّيِّئةَ العظيمةَ وأُخطئْ إلى اللهِ؟» وكَلَّمَتْهُ يومًا بَعدَ يومِ أنْ يَضْطَجعَ بِجانِبِها ويكونَ معَها، فلم يسمَعْ لها. وحدَثَ في أحدِ الأيّامِ أنَّه دخلَ البَيتَ لِيقومَ بِعمَلِهِ، ولم يكُنْ في البَيتِ أحدٌ مِنْ أهلِهِ، فأمسكت بِثوبِه وقالت: «إضْطَجعْ معي!» فتَرَكَ ثوبَه بِيدِها وهرَبَ إلى خارِج البَيتِ.
تكوين 39 ( 7 - 12 )
ألعل هذه الأفكار كانت تجول بذهن يوسف ، وقد أمسكت سيدته بثوبه ... ( قصيدة لقداسة البابا شنودة ) :
هوذا الثوبُ خذيه إن قلبى ليس فيه
أنا لا أملك هذا الثوب بل لا أدعيه
هو من مالِكِ أنتِ لك أن تسترجعيه
فانزعي الثوب إذا شئت وإن شئت اتركيه
إنما قلبي لقد أقسمت ألا تدخليه
أنا لا أملك قلبي وكذا لن تملكيه
إنه ملك لربي وقد استودعنيه
عبثاً قربك منه هوذا قلبي اسأليه
زوجك الغائب قد اعهدني مالاً وعرضا
بل و قد ملكني في بيته طولاً وعرضا
إنه عهد وثيق كيف أهوى فيه نقضا
و إذا كنت خوَّاناً أخون العهد فرضا
كيف أعصى الله ربي وبهذا الشر ارضى
ناسياً عقلي وديني طارحاً تقواي أرضا
فابعدى عنى دعينى إن أخلاقك مرضى
أي فخر لك في ثوبي و قد اخلعتنيه
هوذا الثوب خذيه إن قلبي ليس فيه
آه لو تدرين ما اعلم عن أبرام جدي
قصة الطاعة والمذبح والابن المعدِّ
طاعة غَّنى بها العالم من عهد لعهدِ
طاعة أورثتها قد أصبحت عنوان مجدي
طاعة لله لا للشر إن الشر يردي
طاعة للروح لا للجسم إن الجسم عبدي
سأطيع الله حتى لو أطعت الله وحدي
كيف أعصى الله منقاداً لذا الشر الكريه
هوذا الثوب خذيه إن قلبى ليس فيه
|