الصديق العزيز فؤاد زاديكه
تحيّة
لو قلتُ لكَ أنني لا أعرف أحلام، ربما يدهشكَ ردّي، لو قلت لكَ أن أحلاماً ربّما يكون اسماً مستعاراً عبر الشبكة، ربما يدهشك ردّي، ولو قلت لكَ أن أحلاماً ما هي إلا قارئة عادية عقّبت سطراً أو سطرين على إحدى قصائدي، ولا أعرفها ولا يهمّني كثيراً أن أعرفها، مع عميق احترامي لشخصها الحميم، وما همَّني هو أنها كانت الخيط الذي قادني إلى سماء ديريك وكانت الشرارة التي أينعت هذا النص، فألف شكر لها!
لم أستوحٍ هذا النص من خلالها هي، بل من خلال مدلول اسمها، وهكذا أمسكت اسمها وقرأت تعقيبها وبدَت لي وكأنها صديقة تائهة في براري ديريك، ثم وجدت نفسي تائهاً أنا الآخر بين سهول ديريك، كنتُ أترقب هكذا حالة فرحية حنينية إلى ديريك فكان أن انسجم اسم أحلام على ما أنا بصدده أصلاً، وأحلام هي قارئتي وهي أحلامي وهي أحلامكَ وأحلامنا وهي بصيغة ما رمز لشوقنا إلى مساءات ديريك عبر توهجات الحنين على أجنحة الريح في ليلة قمراء!
وربّما هي نفسها عندما تقرأ نصّي، لا تعرف أنها هي المقصودة، لكنها ستفرح على الأرجح عندما تقرأ اسمها متاخماً لبوحي الشفيف إلى معارج الصبا وعذوبة الطفولة!
لا أخفي عليكَ يا صديقي أنني كنتُ بصدد شرح المفردات الأزخينية اللذيذة التي جاءت منسابة في سياق النص، كنتُ بصدد شرحها هذه الليلة، لأنني لم أتمكّن البارحة من القيام بهذه المهمة، لأنني كنتُ أرغب أن أنشر النص طازجاً، خاصة ان أغلب قراء هذه المواقع يفهمون هذه المصطلحات أو يفهمونها من سياق الجملة، وقد وضعت نجمة حذاء كلّ كلمة تحتاج إلى شرح شلويّ!
البارحة انجزتُ النصّ، وأوَّل البارحة كتبت خطوطه العريضة، وهو نصّ خاص لأحد المواقع وينتظرني مدير الموقع بأحر من الجمر لنشره عنده ولكني لن أرسله إليه قبل أن أشرح الكلمات في الهوامش، فيستحيل أن يفهم القارئ الليبي أو المصري مثلاً، ماذا تعني: الجبشة الكورطبان! وكما تعلم الجبس الكورطبان هو نوع من أنواع الجبس اللذيذ والغالي والكبير الحجم! وأحياناً كان والدي يضع هذه الأصناف تحت التراب ويخبئها كي لا نقطفها ثم ينقلها للمنزل ويخزنها في حضرته، والحضرة هي الكوخ المليئة بالتبن! وهناك كانت الجبش والشمّام والبطيخ تقوم ركباً هاهاها!
هل تتذكر الحوار الدائر بينكَ وبين عميد الشلويين، عندما اجريتَه في بيتنا العتيق، تدون مفرداته الكورطبانية، مركّزاً لكَ على ضرورة أن تشرب الشاي قبل أن تبرد، فكنتَ تقول، خليني من الشاي، خلّي تبرد وتسير خسالة!
ثم قلتَ، أنا حالياً مشغول بالمفردات الشلويّة الجديدة!
ضحكت حينها وقلت صديقنا فؤاد الكور شاهد له أحلى صيده!هاهاهاهاهاها!
لا بدّ عندما أجد الوقت المناسب أن أنسج قصة طريفة فكاهية ذات مغزى، على الحوار الدائر بينك وبين والدي أيام زمان، مركّزاً على طريقة نقل وتدوين مفرداته المفتوحة مثل قصائدي المفتوحة!!!
أحلام، يا صديقي هي في هذه الحالة ديريك، وهي قارئتي، وهي صديقي وهي قصصي وأشعاري، وهي طموحي الذي أدلقه على خدود القصائد عندما يغفو الليل!
أحييك على قصيدتكَ الجميلة يا صديقي، وكل المودّة والإحترام لك ولكلِّ آل زاديكه الرائعين!
صبري يوسف ـ ستوكهولم
|