الموضوع: نحن لسنا عرب
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-08-2005, 09:23 PM
Raif Toma Raif Toma غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 90
افتراضي رد التنظيم الآرامي الديمقراطي

2005-06-26

رد التنظيم الآرامي الديمقراطي

على مقالة البطريرك زكا الأول عيواص في شأن هوية السريان

مقتطفات من البيان


ما نعلمه في التنظيم الآرامي الديمقراطي عن رؤسائنا الروحيين لا يتوافق مع ما ينشر باسمهم في البلاد العربية. لذلك نودّ التوضيح أن ردّنا هنا ليس على قناعات البطريرك بل على المقالة التي نشرت باسمه. ففيما يلي رسالة موجّهة للموقف الشوفيني: إننا نفهم ضغوطكم على رؤسائنا الروحيين من ضمن قناعاتنا بأنكم تمثلون سلطات احتلال ضد حضارتنا المسيحية المشرقية الآرامية السريانية. لقد قرر التنظيم الآرامي الديمقراطي الرد على المقالة بطريقة تقطع الطريق أمام الساعين الى دق اسفين بيننا وبين قيادتنا الروحية، لذلك يأتي ردنا موجها لأصحاب العقيدة العروبية وليس للبطريرك.

في الواقع، إننا نعلم أن بطريركا سريانيا لا يمكن أن تخفى عليه حقائق يعرفها أصغر السريان سنا، لسببين: أولا لأن المثقفين السريان يعرفون أن ما جاء في منشور البطريرك يتعارض مع الحقائق الى حدّ يجعله مدعاة للإستغراب (كما ثبت من ردود الفعل على المقال)، وثانيا لأن المثقفين والديمقراطيين من العرب لا يتوقعون منّا ومن ممثّلينا التكاذب لكي نعيش بسلام ووئام في بلاد الأجداد (كما نعرف عنهم في بلاد الإغتراب، حيث حرية الفكر). لذلك فإن المقالة تنضح فاشية.

نريد أولا أن نذكّر القرّاء أننا ما كنا سنحتاج الى هذا السجال لو كنا نعيش في دولتنا الآرامية السريانية، ونتكلم فيها لغتنا الآرامية الأم المقدسة على اختلاف لهجاتها، أسوة بكل الشعوب السيدة، ولكن السلطات العربية المتعاقبة، حرمت شعبنا من ذلك الحق القومي حتى الآن. فلو كان لنا دولة سيدة مستقلة كما للعرب مثلا، لما كان أحد، مهما بلغت جهالته، ليتصور إمكانية إطلاق كلام من قبيل ما جاء به قلم "البطريرك". ولكن، وبما أن السلطات العربية حرمت شعبنا السرياني منذ قرون عديدة مديدة من أي حق قومي أو سياسي أو ثقافي، فإن الكلام المحسوب على البطريرك، رغم كونه أشبه بالهذيان بالنسبة الى مختلف المثقفين من ابناء الشرق الأوسط من آراميين سريان أو عرب، فقد أصبح كلاما مسموعا مقروءا، لا لشيء إلا لأنه صادر عن مرجع أعلى. فلو كان لشعبنا مراجع علمية عليا، غير تلك الدينية، لما تمكن أحد من استغلال منصب هذه الأخيرة وزجها في ساحة ليست ساحتها: علميا وتاريخيا وثقافيا وغيره وغيره. نحن، في التنظيم الآرامي الديقراطي نفهم غيرة "البطريرك" في استجداء عطف السلطات الفاشية ضمن سياق الإملائية أو توافق المصالح بينهما في تأمين استمرارية السلطة المتبادل.

والآن الى الرد:

في الشكل: إختلط على السيد "البطريرك" وهو في موقع رأس السلطة الكنسية السريانية الأورثوذكسية، إدراكه التوفيق بين مسؤوليته الراعوية الدينية مع مسؤوليته السياسية المدنية. فمن الجيد أن يتحمل البطريرك أعباء الرعية بروح المسؤولية الدينية وأن يتحلّى بالإندفاع في المسؤولية المدنية. إلاّ أن مرجعية البطريرك المدنية ليست سلطوية كما هي في المسائل الدينية. فمسؤوليته المدنية السياسية لا تشمل تحديد هوية الشعب الذي ينتمي إليه. إن الهوية القومية إرث لا يقرّره لا البطاركة ولا غيرهم مهما علا شأنهم. جل ما نستطيعه اليوم هو القبول بهويتنا أو التنكر لها، فنحن الأحياء اليوم من أبناء أمتنا، لا نستطيع اختيار هويتها القومية، ولكن من المعروف أن هناك من يريد التخلي عن هويته القومية لأسباب عدة والإنتماء إلى مجموعة أخرى. لذلك فإن من يملون أوامرهم على البطريرك أو غيره من قادة الرأي تأخّروا حوالي ثلاثة آلاف سنة في مشروعهم، إذا كانوا يريدون إلصاق هوية ما بشعبنا السرياني الآرامي، وتأخّروا حوالي ألفي سنة إذا كانوا يريدون تعريبنا. إقتراحنا على "البطريرك" هو أن يدعم التنظيم الآرامي الديمقراطي في سعيه إلى إنشاء كيان سرياني آرامي مستقل سيد يكون فيه حد أدنى من الحرية الثقافية ما يمكّن المفكّرين من مناقشة هذه المواضيع بروح من الإستقلال عن التجاذبات الديكتاتورية، فتظهر هويتنا القومية على حقيقتها بدل أن تأتي معلّبة حسب إملاءات الحكام.

وأيضا في الشكل، فمن ميزات الهواة غير الرصينين وغير العلميين في الكتابة عن التاريخ أن يستعملوا تعابير تفضح الغاية الدفاعية أو الإتهامية عندهم، فيكتبون "تاريخا" لا كما حصل بل كما يحلو لهم أن يكون قد حصل. وهذا ما ينطبق، للأسف، على خطاب "البطريرك" الذي يحاول تقليد العلم. فهو لا يتذكّر من علاقة الكنيسة السريانية بالبيزنطية غير المعاناة من أصناف العذابات، بينما لا يرى من العلاقة بين الكنيسة السريانية وبين السلطة العربية إلا أياما حلوة. ومن لا يعرف الحقيقة يتصور أن اختفاء السريان من بلادهم المشرقية جاء على يد البيزنطيين خلال القرون الأربعة عشر الأخيرة. ولكن من من السريان لا يعرف الحقائق المرّة تلك؟

في المضمون: يبدو مما جاء عن قلم "البطريرك" أن الكاتب لم يطّلع إلا على مراجع عربية. لماذا؟ ألأنّه لا يجيد إلاّ قراءة العربية؟ لذلك، ننصح كاتب المقال إذا كان سريانيا، وإذا كان يخاف من "وباء الأفكار الأمبريالية الإستعمارية المبطّنة في المراجع الأوروبية"، أن يراجع كتابات آبائنا ومؤرّخينا السريان عندما يريد أن يتعرف عليهم وعلى هويتهم. فمن من المؤرخين السريان (من ميخائيل الى ابن العبري) قال عن السريان أنهم عرب، كما يدّعي؟ وفي انتظار الجواب يمكننا أن نذكـّرالآمر بكتابة مقاله أن لدينا مؤرخين سريان أو غير سريان اليوم، متخصصين بتاريخنا وحضارتنا، يمكنهم أن يقوموا بالمهمة بدلا عنه، فيتفرّغ هو للكتابة في مواضيع هو أبرع فيها من غيره. وبذلك يوفّر على نفسه وعلى السريان مهانات لا تليق بهم.

لا بد لنا من إيراد بعض الأمثلة عما يعني سذاجة الى حد السخف للقبول بإلغاء الهوية السريانية لصالح هوية أخرى، أو بتبديل الهوية القومية كما تبدل القمصان (كي لا نقول شيئا آخر). كيف يمكن أن يفتخر بعض العرب بالإنتماء الى "كنيستهم السريانية"، كما يقول، إن كانت الهوية السريانية عربية؟ أفما كان الأولى بهم أن يفتخروا بكنيستهم العربية؟ ما السرياني في هذه الكنيسة غير هويتها القومية؟ هل الآرامية السريانية دين أو مذهب أو طريقة لطهي الطعام؟ وإن لم تكن هوية قومية فلماذا هي لغة أيضا إذن؟ من هو بربّكم وراء هذه المقالة المزعومة إن لم تكن التوتاليتارية عروبية؟

أما السؤال الآخر فهو عن كلام كاتب المقال أن العرب اعترفوا بكل هؤلاء (السريان والروم وغيرهم). فلماذا إذن لا يريد أن يعترف العرب بالسريان اليوم طالما أنهم اعترفوا بهم في السابق؟ هل لأن السريان أزيلوا من الوجود؟ وفي هذه الحالة، على يد من أزيلوا؟

حاشا لنا أن نعلّم سيدنا البطريرك ما سيقوله. ولكننا نقترح عليه أن يحوّلهم على مؤرخينا أو مؤرخي العرب الذين يعرفون جيدا أن الآراميين السريان هم أصحاب الأرض، وهي تحمل أسماء مدنها وقراها بلغتهم الى اليوم وإذا تعذ ّر على الكاتب ذلك لأسبابمعروفة، فنقترح عليه آنئذ أن يتخذ ما يكفل كرامة الأمة السريانيّة.

التنظيم الآرامي الديمقراطي

امانة الإعلام

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-08-2005 الساعة 07:29 PM
رد مع اقتباس