عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24-04-2007, 08:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,243
افتراضي

إخوتي و أحبتي الغوالي أشكركم جميعاً على مشاركاتكم رغم إنّي مع حريّة الرأي متى كان مقبولا وغير تهجميّ إلاّ إنّي أقول: إنّ ظاهرة التعميم خاطئة ولا يجوز أن نخلط الصالح بالطالح فبين الناس - كل الناس - مَن هو من هذا النوع و مَن هو من ذاك. ومتى عمّمنا وشملنا الكلّ في بوتقة الاتهام الواحد فإن حكمنا قد يكون جائراً وبهذا نكون ظلمنا أشخاصا دون ذنب أو مبرّر.
أجل يجب أن يكون الكاهن قدوة لشعبه و نحن نعلم أن رجال الدين في مجتمعاتنا لا يتقاضون راتباً أو إعانة من الدولة لذا فهم يعتمدون على الطائفة وما يأتي لهم منها لسد حاجاتهم الحياتية فهم ليسوا ملائكة ينزل طعامهم من السماء جاهزا ومتى لا يهتم بهم الشعب ويقدم لهم العون من خلال التبرعات والأكاليل والعمادات والمناسبات الدينية الخ فإنه لا أحد يضحي لكي يصير كاهنا وبهذا سيكون شعبنا هو الخاسر الأول من مثل هذا التصرّف.
نحن كشعب سرياني أزخيني لنا تجارب وأقوال وحكم ورثناها عن الأجداد والآباء ولو نظرنا إليها بتأمل بعض الشيء وعايناها بدقة ورويّة وبعين الحريص على مصلحة الطائفة والكنيسة لما تهنا بعيدا عن الهدف ولكان واضحا لدينا ما هي الغاية وما هي الوسيلة وما هو المسموح وغير المسموح. قد يكون هناك كهنة تغلب على طبيعتهم بعض شهوات حب المال فهم أولا وأخيراً بشر وقد لا يكونوا معصومين عن الخطأ. لكن الذي أريد قوله ومع احترامي لجميع الآراء الكريمة التي وردت والتي قد أتفق مع بعضها أو أختلف مع بعضها الآخر أقول: علينا أن ننظر دائما بعين الاحترام والتقدير إلى كهنتنا ورجال كنيستنا وألا نضع سلوكياتهم وتصرفاتهم تحت مجهر النقد و المعاينة لنتصيّد أغلاطهم أو مساوئهم ثم نأتي لنعممها على الآخرين فما من شجرة إلا وهزها الريح وقد قال الرب يسوع: مَن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر. من هذه الأقوال المأثورة لدى شعبنا هذان القولان اللذان ذهبا مثلا عبر الأيام والازمان:

* نقول إن القس يقول: اسمع أقوالي و لا تفعل أفعالي.

* ونقول: إنّ القسّ يغلّط في الإنجيل.

إننا لو تأملنا هذين القولين بأناة وبروح التعقّل والتبصّر بعيدا عن التجريح لرأينا أن القصد العام منهما هو اعتراف ضمنيّ وأكيد بأن الكاهن يمكن أن يخطيء. وهنا يتضّح لنا بأنّ مثل هذه الأمور و المواقف ليست وليدة اليوم أو لأن كهنتنا يعيشون في أوروبا لتصير عندهم حالات طمع أو ما شابه - لا سمح الله - و رغبات دنيوية وشهوات في الحصول على المزيد و المزيد من المال والجاه فهذا قديم قدم الأزمان والكهنة أيضا بشر ومتى عاش كاهننا في وضع ماديّ ذليل وغير مقبول فستكون في هذا إساءة لنا وإنقاص من كرامتنا لأنه يمثّلنا بالنهاية كراعي للطائفة وقائد روحي له كلمته وله شأنه وله وزنه و له مقامه الذي يجب أن يليق به ليشرّفنا أمام الشعوب و الطوائف الأخرى.
متى كانت لبعضنا تجارب غير جيدة مع هذا الكاهن او ذاك فعلينا ألا نعمم والكاهن الذي يفعل مثل هذا سيكون غير مرحّب به في ملكوت أبيه ويكون قد نال أجره هنا في وقت أن الأجر السماوي هو الأسمى و الأعظم و الأبقى. إخوتي و أحبتي دعونا نفتح قلوبنا على الخير ونمتنع عن لفظ ما يسيء إلى غيرنا وإلينا بالتالي وأشكركم جميعا فكلٌّ منكم حرٌّ في رأيه لكن قد يختلف أسلوب التعبير عن الهدف أو الغاية أو الفكرة المتوخاة ولا أشك في أنّ كلّ أبناء شعبنا حريص على وحدة كنيسته وقوتها وعلى أنْ تكون سمعتها نظيفة و طيبّة نتشرف جميعا بها. لا أريد أن أطيل ولكن أكرر أننا نختلف فقط في طريقة الأسلوب فيما الهدف مشترك والرغبة واحدة والتطلع هو صوب طائفة حميدة الخصال وخاصة كهنتنا الذين يمثلوننا في جميع الحافل. وفقنا الرب وسدّد خطانا ونوّر عقولنا و هدانا سواء السبيل الصحيح والقويم إنّه سميع مجيب.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس