عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-12-2005, 08:35 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,260
افتراضي

أختنا الفاضلة والكريمة بهيجة

لقد سبق وأن ناقشنا هذه الفكرة وعرضت آراء في هذا المنتدى بهذا الخصوص وكانت جميعها تصبّ في خانة رفض الفكر الجاهل الذي كان أباؤنا وأجدادنا عليه من هذه الناحية. فقد سرّ أبي يوم ولاد إبني نبيل البكر ومن ثم ابني الثاني وسيم وجاءت ابنتنا مارتينا ثالثة " فانعمش" قلبه وأحسّت زوجتي سميرة بذلك لكني خفّفتُ عنها وشرحت لها واقع التفكير السائد في مجتمعاتنا الأبوية وتفهّمت الوضع فنحن كانت سعادتنا كبيرة جداً ولا فرق البتة لدي ولدى سميرة بين الجنسين مطلقاً وكنا تناقشنا بهذا الموضوع كثيراً وكانت نظرة سميرة أول الأمر أنه ربما أكون من أصحاب هذه الفكرة المتخلفة لكنها فهمت وقبل أن تنجب لنا أي طفل أن كل ما يعطيه الرب على الرأس والعين وهو هدية ونعمة فكيف نركلها ونكفر بها؟ لكن الحقيقة المرّة أن في مجتمعاتنا أفكاراً لا تزال سائدة من هذا النوع وهي تؤثر على مشاعر الأنسان وأحاسيسه ومجمل حياته. فلولا المرأة لما كانت حياة أو عطاء أو فرح حقيقي. ومارتينا ابنتي أحس بها ربما أكثر من غيرها من أولادي.

كان سابقاً يتم الاهتمام بالإبن أكثر ويفرح الوالد له لأنه سيكون المعين له من جهة في أمور الحياة وحمل عبء الأسرة ومن ناحية أخرى سيحمل اسم العائلة ويحافظ عليها. والدليل عل وجود هذه الفكرة بقوة في مجتمعاتنا ومفعولها السلبي الذي تعود به. فإنه توجد أمثال شعبيّة أزخينيّة تؤكد هذا الواقع وفكرة العمل به واحترامه ومن هذه الأمثلة:

"إبن الإبن لبّ القلب. وإبن البنت إبن الكلب"

"البنت شالعلم هيّ" وهو إنقاص من كرامة البنت وحقّها.

"البنت لبرّا يه" أي هي للغرب عندما تتزوج. فيما الكنّة ستكون التي تحلّ محلّها.

"الصّهر إبن العالمو" أي هو شخص غريب وكأنه لا يمتّ بصلة إلى الأسرة التي تزوّج منها!

"الإبن مجبورو فإمّو وأبوهو" وكأن البنت ليست مجبورة. علماً أن زوجتي ساعدت أهلها أكثر من جميع أخوتها ولا تزال

تساعدهم وتساعد أهلي كذلك. وتوجد الكثيرات من الكنّات كنّ فاضلات وحليمات وساعدن بيت الإحمى وكذلك هناك إصهورة ساعدوا أكثر من الأبناء الحقيقيين. إن المسألة نسبية ولا يجوز التعميم. وبرأيي قالبنت هي أحنّ على أهلها من الشاب وأرأف وأكثر شفقة وعوناً. فلماذا نحاول ذرّ الرماد في العيون؟ ونقلب الحقائق ونشوّهها؟

ولنفرض جدلا أن "البنت هي العار في الدّار" كما يقول المثل الأزخيني! فهل سبب ولادتها هي المرأة؟ أم هي نطفة الرجل التي يقوم بتلقيح البويضة لديها؟ فمتى كان هناك من عار ما! فهو يقع على الرجل لأنه الذي بزرع فيما المرأة هي التربة التي تنبت فيها هذه الغرسة!

وإليك بهذه المناسبة نظمتُ هذه القصيدة اليوم:


صدّقيني يا بهيجة ** لا يزالُ البعضُ منّا

رغم وعي وانفتاح ٍ ** يرغبُ أن يأتي ابنا!

يحسبُ لو جاء بنتاً ** منه ضعفٌ ذات معنى

تضحكُ الناسُ عليه ** ولذا ابناً تمنّى!

إنّه داءٌ وجهلٌ ** فكرنا فيه تدنّى

مَنْ يكون مثل هذا ** لا أقولُ إلاّ جنّ!

يزرعُ الزوجُ وتأتي الأنثى هذا الزّرع حَضنا

ما لها ذنبٌ أكيدٌ ** حتّى تحمله وتُعنى

لو أبحنا القولَ هذا ** إنّا خلاّقاً أهـَنّا!

ليس عندي أدنى شك ** أننا بالوعي نغنى!

فلنرَ الوضعَ صحيحاً ** وبما يُؤتى لنهنا

نعمةُ الله وخيرٌ ** يغمرُ الدنيا بمعنى!

أقسمُ ما كنتُ يوماً ** بالذي أُعطيتُ أُعنى!

من قبيل الجنس أيّاً ** كان. إنّ الله أغنى

ربّنا يُعطي ونحنُ ** نفرضُ حكماً ومَبنى!

إنّه عينُ الغباء ** فلنع ِ الأمرَ فلسنا

مَنْ يشاءُ هذا! فهو ** ربّنا أجزى فأثنى.


رد مع اقتباس