عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-03-2007, 09:38 PM
الصورة الرمزية فريدة زاديكه
فريدة زاديكه فريدة زاديكه غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
افتراضي الصديق وقت الضيق

الصديق وقت الضيق

يحكى أن رجلاً كان ذا مال كثير ففقد منه وصار لا يملك شيئـًا ، فأشارت عليه زوجته أن يقصد بعض أصدقائه فيما يصلح به حاله . فقصد صديقـًا له وذكر له ضرورته له فأقرضه خمسمائة دينار على أنه يتجر فيها ، وكان في ابتداء حاله جوهريًا . فاشترى ذهبًا ومضى به إلى سوق الجواهر وفتح دكّانه ليشتري ويبيع ، فلما جلس في الدكان أتاه ثلاثة رجال وسألوه عن والده فذكر لهم وفاته ، فقالوا له : هل خلّف أحدًا من الذرّية ؟
قال : خلّف العبد الذي بين أيديكم .
قالوا : من يعرف أنك ولده ؟
قال : أهل السوق .
فقالوا : إجمعهم حتى يشهدوا أنك ولده .
فجمعهم وشهدوا بذلك ، فأخرج الثلاثة رجال خرجًا فيه مقدار ثلاثين ألف دينار وفيه جواهر ومعادن ثمينة وقالوا : هذا كان عندنا أمانة لأبيك ثم انصرفوا .
فأتته امرأة وطلبت منه شيئـًا من تلك الجواهر يساوي خمسمائة دينار ، فاشترته منه بثلاثة ءالاف دينار فباعه لها . ثم قام وأخذ الخمسمائة دينار التي كان اقترضها من صديقه وحملها إليه وقال له : خذ الخمسمائة دينار التي اقترضتها منك فقد فتح الله عليّ ويسّر لي . فقال له صديقه : إني أعطيتك إياها وخرجت عنها لله فخذها وخذ هذه الورقة ولا تقرأها إلا وأنت في دارك واعمل بما فيها . فأخذ المال والورقة وذهب إلى بيته فلمّا فتحها وجد مكتوبًا فيها هذه الأبيات :
إنّ الرجال الأولى جاؤوك من نَسَبي *** أبي وعمّي وخالي صالح بن علي
كذاك ما بِعته نقدًا لوالدتي *** المال والجوهَر المبعوث من قِبَلي
وما أردت بهذا منك مَنْقَصة *** لكن لأكفيك منّي ورطة الخَجل
رد مع اقتباس